بشراكة مع المعهد الثقافي الإسباني ثيربانتيس بمراكش و مسرح الأصدقاء ، قدمت الفنانة لطيفة أحرار يوم 05/10/ 2010 على خشبة مسرح دار الثقافة الداوديات العرض الأول لعملها المسرحي الجديد تحت عنوان «كفر ناعوم أتو-صراط» . جسدت لطيفة أحرار عرضها المسرحي بالتعبير الجسدي من خلال لوحات راقصة وحركات جسدية جريئة لها حمولة فنية أسهمت في بناء نص قادر على استيعاب هذه التجربة الجديدة بعمل فني إبداعي أشتغلت فيه على ديوان «رصيف القيامة» لياسين عدنان ، مع كل من الكوريغراف المغربي المقيم بفرنسا «خالد بنغريب» و الإيراني ساشارازيف ، من أجل اعطاء حياة جديدة للغة الجسد التي باتت على الهامش، مقابل هيمنة النص اللغوي كما رسخت ذلك العروض النمطية الرائجة في المشهد المسرحي المغربي. توفقت لطيفة أحرار في توظيف ثنائية الجسد والروح في عرضها المسرحي الجديد ، ايمانا منها بأن الجسد فان والروح باقية كما جاء في تصريحها لجريدة الاتحاد الاشتراكي، مشيرة إلى أن البعض من جمهورها قد يجد تلك المشاهد التي قدمتها مطبوعة بجرأة لا تحتمل. «ولكنها بالنسبة لي تقول ليست كذلك، لكون مهنتي ممثلة والتمثيل اصلا هو اشتغال على الجسد وبه، وأتقمص ادوارا متعددة .» وتضيف لطيفة أحرار في الأخير أنه يفترض في الإنسان الذي تمتلكه رغبة جامحة في التطلع إلى عوالم الفن والإبداع أن يسمح لآذانه بالإصغاء أكثر لوقع الخطى و الكلمات ، إلى جانب التركيز على الرشارات والرموز التي هي أكثر تعبير من اللغة. جدة تجربة لطيفة أحرار في عملها هذا متأتية أيضا من استثمارها للعوالم القيامية التي يزخر بها ديوان «رصيف القيامة»، والتي منحتها كيانا مشهديا نابضا بالحياة، مررتها في تعبير جسدي ولوحات راقصة تخيم عليها أجواء الحزن والألم، و أنين وآهات تنفجر بصوت عال لعلها تجد روحا تصغي لها و تستجدي بها . الأجواء المخيمة على الديوان وجدت تعبيرا أنيقا لنفسها، من جهة ثانية، في أداء لطيفة أحرار حيث القيامة نزلت بغثة حتى اختفت سحنة العالم، فخلفت أرواحا هي أهات في بئر الزمن الذي بلا قاع مما جعل من الجسد رداءا يكسو فراغا يسمى الروح . تعد مسرحية» كفرناعوم أتو-طوم» للفنانة لطيفة احرار تجربة فريدة ومتميزة لصاحب ديوان «رصيف القيامة»، كونه أول مرة تستلهم عوالم شعره في قالب مسرحي. هذا ما صرح به الشاعر ياسين عدنان لجريدة الاتحاد الاشتراكي مذكّرا بأن هذه التجربة المسرحية، بالنسبة له، هي مغامرة شخصية للفنانة لطيفة أحرار كفنانة و كمسرحية، ومحكومة برؤيتها. «و لهذا أعتبر يقول ياسين كفر ناعوم عرضا مسرحيا سيمنح حياة جديدة إضافية لديوان رصيف القيامة، ولتجربة لطيفة أحرار لأنها دائما ممثلة مونو- دراما بامتياز. ناهيك عن الدينامية التي سيضيفها العرض للمشهد الذي يعرفه المسرح المغربي ..»