موسيقى صامتة كمان يبكي على جثة الليل كان المطر غزيرا بينما الحبيبة التي تخبئ الضوء في عينيها تغفو في مدينة لا تنام تغفو بلا حلم غدا قد أصحو على أغنية قديمة غدا قد أبدأ مأساتي الأخرى غدا قد يأتيني الظلام بظلام جديد ا لحلم غبا ر لماذا يجبرني الغبار على الرحيل وهل في الرحيل غبار جديد لماذا لا أصعد الجبل وأصيح للمرة الأخيرة لكن الحبيبة وعدتني بفرسان الألوان وأنا وعدتها بزهرة برية لن أستطيع البوح أبدا في كفي حكايات مجوسية في مدادي أخبئ كل مساء ألف طلقة لا يمكنني أن أترك بقايا الدمار في بياض صمتي كأن تلك التي سكنت ظلي كأن تلك التي أرغمتني على الصياح قد ذكرتني بالقمراء أحيانا لا يطاوعني ذهني أحيانا أخرى أتمرد دوما تحضرني الوجوه التي تكرهني تحضرني الوجوه التي أكرهها وتحضرني الوجوه التي أنتظرها أما التي كانت تسرح شعرها في عيني توارت في الظلام كم سيلازمني طيف بريق عينيها كم سيشرب من دمي لكن البلد البعيد أحرق ما تبقى من الفرح الأطفال يحفرون اسماءهم في حزني في المرآة رأيت وجهي يفقد لونه يفقد ماءه الأصيل عندما توحدت في البرد أدركت ان التي تركت عطرها في ذاكرتي قد نامت في دفء المدينة وأنا يأخذني ا لجما ل إلى قصيدة إلى أغنية راقصة إلى جسد كأس لا يفنى إلى غابة الذاكرة الشقية أترك الآن قصيدي تلك بكت طويلا وذاك ألف برد الرصيف أترك الصمت للصمت وأبدأ ألما جديدا أترك السفر للسفر وأبدأ آخر غناء كأن التراب ينتظرني كل فجر ينتظرني كل قصيدة ينتظرني كل سفر لكن التراب بكاء وبكاء هذه مأساتي كأن قريتي التي يسرقها الرماد تحاورني وأنا شريد في جسد شريد كل أشجارها تناديني كل بيوت الطين تناديني كل صغارها يبكون الأيام البعيدة سمعت سكون الليل يصرخ في سمعت الأشجار والبيوت والصغار تصرخ في سمعت امرأة تصرخ صمتا رأيت القيد في معصميها رأيت الدم الأزرق في معصميها رأيت الشمع يحترق في عينيها كان تراب الطريق يلمع في بياض الذهن يلمع في ذاكرة امرأة قروية أما العصفورة الصفراء التي هجرت فضاءات جسدي التي تركت لوعتها باحة عزلتي لم تعد لقد عشقت فصول النهار عشقت أبجدية الحب أما أنا كيف أحمل صخرتي الكلمات لا تطاوعني والوقت يجرفني إلى عفونة التراب بينما المرأة التي تغويها غابة البلوط والعرعار جائعة وقتئذ كانت المدينة في جنازة امرأة امرأة مشتقة من زبد البحر في الصيف الأخير مسحت لوحتها عند عتبة العمارة الثامنة ورحلت بالأمس وضعت غصن ريحان يابس ود معة يابسة على ترابها الأبيض هنا قريتي تنتحر شيئا فشيئا الجفاف يسكنها منذ الغارات الأولى هذي القرية يشوهها عساكر الدولة وينصرفون بعد أربعة أعوام إلى تشويه قرية أخرى في الخريطة هنا شبيهي يتوحد بالبرد وعندما يشتد الصقيع يغطس في ماء النهر بينما أجساد النهار الناطقة بالصمت أجساد ملفوفة في خرقة مستعارة هكذا تصير كلماتي هواءا فاسدا وخسارة أرض الأجداد لا معنى لحروفي الدامية هكذا يصير دمي ساعات تشنق الضوء وعلى مشارف المدينة التي تسكرني عسكري يجر امرأة قروية يجرها إلى قفص المحكمة مع ألأسف هذا الوطن يحرق أحلام الوا دي كنا صغارا والعساكر يطاردون الفلاحين الفقراء اليوم يسكنني صراخ قديم كيف أمسح دفاتري من الصراخ القديم كيف أمسح أغوار رأسي من الصراخ القديم ضاع الإنسان الذي كنته ضاعت تعاليم الكتاب المقد س كأن الخريف يتسلل إلى لغتي ويلوحني انتظار قطرة مطر كأنني أعبث بآخر أيامي الشتوية أو أنني في فوضى التيه ويأتيني نداء من أرض سحيقة في كيا ني يأتيني دوما لحظة العشق أنهض فورا لتملي السماء يبدو لي الكون شطحات مفاهيم في فراغ ومن أين يبدأ الفراغ يبدأ من عين امرأة قروية تتكوم الآن في برد زنزانة مخفر قرية منسية آه الجمال يأسرني في كأس المدينة يغريني أن أتوحد في جحيم الكلمة أما هذي المرأة التي تختصرني في الدخان تغويني ألا أنام لكنني دوما أكتب الذي يعذبني أكتب الذي يتد فق من عيون الفقراء