رفاق الأمس لا يحبذون الكلام عن الماضي البعيد ولا الدردشة عن المستقبل القريب انهم قلقون من نبش الذاكرة الغابرة قلقون الى حد التعصب والعصيان ربما كانوا قد وقعوا في كمين النسيان أو في مصيدة القيل والقال أو تشاجروا مع قاتل مأجور
لو كل واحد منهم يشرب جرعة واحدة من ماء البحر لاستراحوا من ملح اليابسة المكدس على أكتافهم المرهقة
رفاق الأمس لا يجيدون المتعة في تفسير أحلامهم التي تبخرت في الفضاءات القائظة لكنهم حريصون على دعم مواقفهم الساخنة بين المطرقة والسندان
رفاق الأمس يأخدون علي كلما شمرت عن ساعدي لبناء هرم على حافة جسر متمايل يا ترى ما الذي يغيضهم حرائق روما؟ طوفان بابل؟ أم الظل الملاصق لهم؟
رفاق الأمس يفرغون مشاحنتهم في بالونات من صنعهم ثم ينفخون فيها لكي يغرسوا ابرهم هكذا.. عميقا في مساماتها المهددة بالانقراض