ليل الهوان يعمُّ كلَّ زماني مذ بات أقصانا الأسير يعاني ليلي كيومي والمساء كمُصبَحي والهمُّ دوماً يستبيح كياني أنَّى تقَرُّ العينُ والأقصى جثا يشكو حزيناً غربة الأزمانِ والقدس يا ويحي..! يُهَّود طُهرها وتُسام شرَّ الطَّرد والعدوانِ تستصرخ الأحرار في أوطاننا أنْ جاس أقصاكم أخُو الشيطانِ حِقدُ اليهود غدا يحاصر مِحْصَني وأكاد أُحرَق من لظى النيرانِ نجسٌ يدنس قبلتي وينال من قدسي ربيبُ تحالف الطغيانِ أهل المروءة هل أَمِنْتم غاصبي؟ أم هل تخلَّت أمَّةُ القرآنِ؟ فأنا النجاة لها وآية مجدها وأنا لعزَّتها صِمامُ أمانِ! جرحي عميقٌ في ضمائركم.. غدي غدكم وتعزيري من الإيمانِ جعل اليهود براقَ أحمدَ قبلةً مبكىً لكلِّ منافقٍ خوَّانِ والمسجد الأقصى يُهان وقد غدا مستهدفَ الأسوار والأركانِ والطير نحو العُرْب ترسل طرفها ترنوا إلى عتقٍ من السجَّانِ لمآذن القدس الحزينة صرخةٌ تطوي المدى في عالم النسيانِ علَّ النسائم تحمل البشرى لها أن جاء جيش العرب كالطوفانِ يا ويلتى..! ضاق الوجود بأمَّتي ذرْعاً وصارت مرتعَ الغربانِ! هل ضلَّ عقلي في غَيابة صمتكم أم حار في وصف المصاب بياني؟ أم أسكر النومُ العقولَ وأدمنت سكراً فعزت صحوة السكرانِ؟ غدْر اليهود يحوم في أجوائنا ويجول في أوطاننا بأمانِ! متعطشاً لدمائنا وبديننا متربصٌ كالغول دون توانِ صوت الضمير له أصاخت ثورتي ونداء طيفٍ في المنام أتاني يا هائم الوجدان والروحِ امتشقْ سيفاً وصُلْ في القدس بالإثخانِ من سورة الإسراء تبزغ شمسنا ويجيء صبحٌ بعد ليل هوانِ هيَّا رفاق محمَّدٍ صلُّوا كما في القدس صلَّى سيِّد الأكوانِ وصحابه روَّوا ثرى الأقصى دماً وفدوه بالأرواح والأبدانِ