وقف حشدٌ من الناس أمام بابِ العمارةِ يتطلّعُ إلى أعلى ... مِنْ على حافّةِ الطّابق السابع يتراءى جنديٌّ بزيّه الرسمي يبغي السقوطَ .. مناداةٌ مِنَ الأمام وأخرى من الخلفِ ترجو منه التعقّلَ .. حلّتْ بالمكان قوّةُ التدخُّل السّريعِ .. تدورُ الأرضُ بما رحُبَتْ والسماءُ بما حَبِلَتْ والعمارةُ بما احتوتْ في عينيْه وتختلِطُ .. يلعنُ اليومَ الذي أصبح فيه عسكريّاً بذاك المرتّبِ .. بالصّدفة حلّ ساعي البريد يحملُ مكتوباً مغلّفاً باسمه، تسلّمته الزوجةُ، تفتحُ الظّرفَ مُتلهِّفةً، تصرخُ بأعلى صوتِها: "صافي تْراجْعْ هاهْمّا رقّاوكْ" .. مِنْ هَوْل الفرحةِ - الصّدمةِ طار إلى الأمام فرحاً ...