احتفاءً بالذكرى الأربعين ليوم الأرض الذي صادف يومه الخميس 22 أبريل 2010، نظّمت مجموعة مدارس وادي الذهب، بشراكة مع الجماعة القروية لأفسو التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الناظور، تظاهرة احتفالية تميزت بأنشطة كثيفة ومتنوعة، أضفت البهجة والسرور على نفوس تلامذة المؤسسة والزائرين على حد سواء. انطلق برنامج اليوم في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا، وذلك باستقبال الضيوف والمشاركين في هذا العرس التربوي البيئي الثقافي، وتسجيل أسمائهم في سجلّ مخصص لهذا الغرض. وبعد أداء حماسي لتحية العلم بالنشيد الوطني، التحق الضيوف والمشاركون بالقاعة. وقد افتتح الحفل الأستاذ عبد السلام حلفة؛ مدير م/م وادي الذهب، الذي ألقى كلمة عبّر فيها عن سروره وابتهاجه بالمناسبة، ورحّب فيها بالضيوف والحاضرين، ودعا في كلمته إلى ضرورة التعاون والتآزر وتكاتف الجهود؛ من أجل حماية البيئة، والنهوض بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع للحفاظ عليها، ونشر الوعي بذلك، والتحسيس بأهميتها القصوى في حياتنا، ليحيل الكلمة بعد ذلك إلى السيد علي الإدريسي؛ رئيس الجماعة القروية لأفسو، الذي عبر بدوره عن سعادته بالمناسبة، وأشاد بمستوى التنسيق القائم بين الجماعة القروية والمؤسسة التربوية؛ الأمر الذي أثمر عملا تشاركياً فعالا بين الجانبين، وهذا "هو المكسب الذي نعتز به جميعا" يقول رئيس الجماعة. وفي نهاية كلمته، شكر الحضور، متمنيا التوفيق لأساتذة المؤسسة ولتلاميذها ولجميع مكوناتها. وعقب هاتين الكلمتين المقتضبتين، بدأت أشغال ندوة "البيئة في محور العملية التنموية"، التي تولى أمْر تسييرها الأستاذ جمال الخلوفي؛ بتقديم الأستاذ عبد السلام مقداد (أستاذ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ورئيس الفريق المغربي - الألماني المشترك للتنقيبات الأثرية بمنطقة أفسو) عرضا وثائقياً لأهم الاكتشافات الأثرية بهضبة گرواو، و التي عرفت انطلاقتها الأولى منذ سنة 1994، ويشتغل الفريق لمدة شهرين في السنة، كما أوضح الأستاذ، مؤكدا أن التحريات، في إطار برنامج الفريق، أسفرت عن العثور على 300 موقع أثري في المنطقة؛ أهمها: إفري نْ البارود، وحاسي وانزگا، وثغيت حدّوش، و موقع إفري نْ عْمَار؛ حيث تم اكتشاف أقدم آثار للحضارة العثيرية، تعود إلى حوالي 175 ألف سنة، كما صرّح الأستاذ الباحث أن الأبحاث الميدانية بالموقع مكنت من اكتشاف عدد هائل من اللُّقى الأثرية العثيرية، وهي عبارة عن أدوات ورؤوس رماح قد تكون استُخدمت في اصطياد الوحيش وقطع لحومه وفي دباغة جلوده. كما أبرز الأستاذ الباحث أهمية الموقع الأثري إفري ن عمار، الذي أصبح له صدى عالميا إلى جانب المواقع الأخرى التي أكد الأستاذ أنها يمكن أن تلعب دورا مهما في تنمية منطقة أفسو، التي تعاني من التهميش والهشاشة. وبعد تقديم عرْضه، أجاب عن مجموعة من استفسارات الحاضرين وتساؤلاتهم. وبعد ذلك، عرض الأستاذ هشام المكي (أستاذ اللغة العربية بالمؤسسة، وباحث في التواصل والتنمية بجامعة محمد الأول، وجدة) ورقته في موضوع: "التنمية المستديمة والبيئة: في الأصول والحدود والآفاق". ثم قادت الأستاذة عائشة الزياني حملة لقياس الضغط ونسبة السكر في الدم بحضور ممرض مستوصف أفسو. وبالموازاة وزّع الأستاذ هشام المكي مطبوعات حول المضافات الغذائية ذات الرمز E على الحاضرين. وتلا ذلك عرض تقني لمسؤول مندوبية المياه والغابات حول عملية التشجير النموذجية في ساحة المؤسسة، ثم أعطِيت انطلاقة مباراة افتتاح دوري كرة القدم بين الوحدات المدرسية التابعة للمؤسسة. وفي تمام الساعة الثانية عشرة أقيم حفل شاي على شرف الضيوف، ليُختتم الحفل بتقديم بعض الفقرات الهزلية، وأداء أنشودة الربيع من قبل تلاميذ المؤسسة، وتوزيع شواهد تقديرية على بعض المشاركين تثميناً لمجهوداتهم واهتماماتهم بالمؤسسة، وعلى رأسهم رئيس جماعة أفسو، ووزعت جوائز رمزية على التلاميذ الفائزين في مختلف الأنشطة التربوية والرياضية.