عندما نتكلم عن أنفسنا ،هذا يعني أننا نعي أحوالنا،والنقد الذاتي يدل على درجة وعي لا بأس بها ،فمن يعرف قدر نفسه رحمه الله برحمته الواسعة. حتى نقيّم ما وصلنا إليه يتوجب علينا أن نعرف إلى أين وصلت الشعوب الأخرى. قد يقول قائل أن العرب لا ينقصهم أي شيء من وسائل القوة ،ولكن الحقيقة تؤشر على التأخر العربي بالنسبة للدول الغربية والدول الشرقية –الصين واليابان- والتأخر ليس في الوسيلة العلمية فقط بل بوسيلة العمل والإنتاج والوسيلة المادية المحتكرة من قبل واحد من الألف من الشعب العربي الذين يملكون أكثر مما يملكه الشعب مجتمعاً.وأخجل أن أذكر العتاد الحربي كأحدى وسائل القوة لأن العرب مجتمعين لا يملكون عشر ما تملكه ايطاليا.ورغم ذلك فوسيلة السلاح وسيلة تافهة وعمياء إذا ما قورنت بالعلم والعمل والإنتاج والربح المادي. ما ينقص أغلبية العرب- وليس جميعهم- الرغبة في اكتساب معلومات إضافية لادراك الامور بصورة أفضل ، والرغبة في العمل مهما كان من اجل تحسين ظروف الحياة، والرغبة في توفير المادة الا في الحالات الضرورية ،والرغبة في التواضع واحترام الآخر المختلف وهذه هي الديمقراطية،والرغبة في استشارة الأخصائيين للتخلص من الغرور المقيت والكبرياء الزائف، والرغبة في التكافل الاجتماعي بأن يعطف القوي على الضعيف وان يحترم الصغير الكبير ويمد له المساعدة مقابل اجر.