سيدة الفجر " شريط ل: عبد السلام الكلاعي ، حيث رحلة غياب امرأة اختارت الفرار من دفء الأسرة وحميميتها، إلى غواية العشق ، وما بين الغياب وقرار العودة، نشجت المخيلة الجمعية لقرية صغيرة في شمال المغرب حكاية لدعوة النهر المفعمة بالخرافة والموروث الشعبي عن عوالم ما تحت الماء . هل باستطاعة مساحة الحزن الممتدة لأهالي الفقيدة " مليكه " التحول لأعراس فرح تتمحور حول وافدة من براثن الموت، لتحيل الانطواء إلى انخراط في عشق الحياة الموعودة بزائر آخر / الموت . لقد استطاع كاتب السيناريو ( المخرج نفسه ) النفاذ لأعماق شخوصه وإدارة حوار يقر بأن لكل ساعة حقيقتها، قد تتجلى في دوائر فرح ( طقوس باجلود – شعالة عاشوراء ) أو عوالم انكسار ( طريق حاكوزة – كوارث منجمية...) . بمقدور الصمت أن يؤجل تجلي الحقيقة ، كما أن بمقدور البوح تكريس سلطة الخرافة ذات الارتباط بالأولياء وكراماتهم ، والقراءة الخاطئة لوقائع مبهمة ، وموضوعات مركبة : الموت ، درس الحياة ، الأمل . ".سيدة الفجر" يقربنا من السينما الذهنية ، دون الابتعاد عن الحياتي اليومي في قالب قد يبدو بسيطا لكنه يزخر بحمولة مكثفة . الشريط من إنتاج القناة الثانية وتشخيص ثلة من الممثلين المغاربة المرموقين : كمحمد مجد ، الشعيبية العدراوي ،حنان الابراهمي ، عائشة ماه ماه ، مريم الراوي ، وآخرون من الوجوه الشابة المحلية العرائشية . وعن اختيار فضاء مدينة العرائش كمساحة للتصوير، يقول المخرج عبد السلام الكلاعي بأنها / المدينة عبارة عن أستوديو صغير يختصر مساحة التنقل بامتلاكه لعناصر تصوير أساسية متقاربة ،،،ولقد توفقت كاميرا الشريط في انتقاء مشاهد طبيعية جذابة للبادية المغربية بمكوناتها الطبيعية الملتقطة من زوايا بعيدة تشد المشاهد ، أو قريبة تجعلك في قلب الحدث. - وبالمناسبة فقد سبق لمخرج شريط " سيدة الفجر " أن كتب سيناريو الشريط السينمائي "ريح البحر " لصاحبه عبد الحي العراقي والذي اختار فضاءات الشمال كأماكن للتصوير .