"مستوحش و متقلب"، برواق باب الكبير بالرباط. المعرض سيفتتح يوم الجمعة 08 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف مساء. فطري ومتقلب معرض فوتوغرافي لخالد جلال دار بوعزة مرة أخرى (*) لأن هذه المنطقة هي مكانه المفضّل، فإن خالد جلال يجوب سواحلها باستمرار، حيث تشكل البيئة البحرية بالنسبة إليه خزّاناً يستقي منه "مواضيعه". بل إن نظرته إليها و انتقاءه لما يهمّه فيها يُعتبران "عملا" فنيا في حد ذاته. هل يمكن اعتباره، لهذا السبب، منتسباً إلى مفهوم الفن الجاهز Ready made (الأثير لدى مارسيل ديشامب) الذي يضفي صفة العمل الفني على أشياء مأخوذة من الواقع يتم تقديمها كما هي لمجرّد قيمتها التشكيلية؟ لا ينبغي أن يشتبه الأمر علينا: فالواقع الذي يدعونا الفنان إليه من خلال هذه الصورالفوتوغرافية مُقدَّمٌ إلينا بطريقة توخّتْ أن تعطينا عنه صورة أقوى ممّا هو عليه في شكله الطبيعي. أكيد أن لهذه الصور بُعداً توثيقيا، غير أنها تنمّ خصوصاً عن مَلكةٍ إبداعية صادرة عن "واقعية جديدة". فهذا الفنان الفوتوغرافي يهوى إظهار "الجمال" الذي لا نعرف أو لا نستطيع إدراكه، و الذي تزدان به هذه الأشياء و الحيوانات و النباتات حتى و هي في طور "التآكل".و هي أشياء تنتسبُ إلى واقع آخر، استعارات عالم متناقض هو على التوالي و في الوقت نفسه عالم حُلمي و عضويّ و حتى ساخر. و خلافاً لكلّ القواعد المرعية في الصورة الفوتوغرافية، يطمح البحث هاهنا إلى أن يُحْدِث في قلب موضوعة طيّعة نوعاً من الامتداد ل "عالم آخر"، لكون غريب تسكنه الهلاوس أحياناً. و هذا البحث، المتحرّر من كل نموذج، اختبار رائد منشغل أساساً، إلى جانب استكشافه لتأثيرات تشكيلية غير مسبوقة، بمساءلة الصورة الفوتوغرافية نفسها حول علائقها بالزمن و الفضاء و مفهوم الصورة. إن الشفافية و الضوء يضفيان بُعدهما الحلمي على الصور بحيث تبدو هذه الأخيرة بمثابة لوحات فنية. و هذه الإحالة على الفن التشكيلي تفرض فعلا نفسها: فجمالية الصورة تقتبس تقنية التأطيرات و بنيات التركيب و تستلهم منها "مناخاً" يعمل، بمتعةٍ غريبة، على إبعاد إحدى السمات الخاصّة للفضاء و الإيقاع لكي يقدّم لنا، في الأخير، مادّة تصويرية عنيفة. بيد أن الفنان الفوتوغرافي لا يستهدف تقديم أي تمثل خاص بقدر ما يلعب بالخاصيات التشكيلية المكوّنة لهذه العناصر المستعادة. و إذا كانت طريقته في استعمال هذه "الأشياء الصغيرة" التي يحفل بها الواقع و تحويلها إلى عمل فني شبه تجريدي تشير إلى تحرّّره من أي رأي قبلي، فإنه يبقى مع ذلك فناناً ملتزماً بعمق بفضل الجانب التجريبي لأبحاثه التصويرية. و ها هي الصور الفوتوغرافية تضفي على 'المواضيع" قوة شاعرية نادرة و طابعا غريباً عمقتهما معاً تقنيته العالية. و بفضل أشكال هذه الصور و ترابطها المنسجم، تشعّ من هذه المواضيع "هالة" تتجاوز البلاغة التصويرية. خالد ميكو ترجمة : محمد الشركي (*) بالإحالة إلى المعرض الفوتوغرافي الأخير للفنان : "بضعة أشياء من دار بوعزة". خالد جلال مصور فوتوغرافي الدراسات من 1981 إلى 1985 • الأكاديمية الأمريكية لراسبيل، باريس، فرنسا السينما، الموسيقى، الإخراج، التصوير الفوتوغرافي، فن الطباعة. تجارب مهنية بفرنسا من 1986 إلى 1992 • دار الأسطوانة (باركلي) • تصميم علبة الأسطوانات، و التوزيع الموسيقي • التأليف الموسيقي و الأداء • تكوين المجموعات و ابتكار العلامة التجارية • إخراج الكليبات و توليفها و الإشراف على توزيعها الموسيقي • مصوّر فوتوغرافي مراسل لوكالة سيغما بباريس، فرنسا تجارب مهنية بالمغرب من 1992 إلى 2005 • مصور فوتوغرافي بمجلة « TELEPLUS »، و القناة الثانية و مجلة « SUR LA2 » • التصميم الطباعي و الفوتوغرافي لمجلة « Maison du Maroc » • ابتكار و تصميم و تنظيم تظاهرة "القفطان" • مصور فوتوغرافي و صحافي بمجلة « Femmes du Maroc » • مساعد مخرج، و مؤلف لموسيقى عدد من الأفلام • تصميم برامج تلفزية و مجلات على أقراص DVD أحدث معارضه الفوتوغرافية • جان جينيه و العالم العربي (فيلا الفنون)، الدارالبيضاء (2000) • نظرة إلى المادّة (فيلا الفنون)، الدارالبيضاء (2001) • فنون و مواد (معهد سرفانتس)، الدارالبيضاء (2003) • فن الخياطة (متحف فن الحياكة)، برشلونة (2004) • بضعة أشياء من دار بوعزة (صندوق الإيداع و التدبير)، الرباط (2005) • نظرات متقاطعة (فيلا الفنون)، الرباط (2006) • نظرات متقاطعة (فيلا الفنون)، الدارالبيضاء(2007) • معرض "الهندسة المعمارية المعاصرة في المغرب" (إزمير) تركيا (2007)