الصورة الأولى : عندما إنتهى من كتابة روايته ،والتي إعتقد أنها ستثير أزمة سياسية وفكرية دولية ....غير عنوانها ليكون أقل حدة ...تأملها مليا ....قام للخزانة وجمع المصادروالمراجع التي إعتمد عليها فوضعها في المدفأة المشتعلة...وضع مخطوطة الرواية في كيس بلاستيكي أسود وألقى به في آلة الغسيل.... ضغط على زر التشغيل و تركها تدور....وهوينزل درج العمارة ....كان صوتها يشبه قهقهة مخمور..
الصورة الثانية : ناضل في شبابه بالجامعة والمنظمة المحظورة التي كان عضوا فيها ،آمن بالحرية والمساواة ... ...بالعدالة الإجتماعية .......بضرورة التغيير الجذري ...تعرض للإختطاف ثم السجن ...لكنه ظل صامدا ومؤمنا بمبادئه....ساوموه،أغروه لكنه زاد تعنتا....وبعد ثلاثين سنة ....أصبح رئيسا لوكالة وطنية تهتم بصيانة الحيوانات المهددة بالإنقراض.....
الصورة الثالثة : إنتفخت أوداجه وتصبب العرق من جبينه ...هدد وتوعد بالنضال حتى آخر رمق ...طالب بالعدالة وتحسين أوضاع الفئات الفقيرة....شتم الليبراليين والبورجوازيين ....هتف صامدون....ورددت الجماهير الواقفة تحت شمس محرقة ....صامدون....وعندما إنتهى عدل ربطة عنقه ونزل من فوق الخشبة ....وتحت حراسة مشددة ركب سيارة المرسديس الجديدة ...إلى جانب سائقه...
الصورة الرابعة : منذ صغره كان طموحا ...ومثالا لأقرانه في الفصل والشارع....وعندما شب ، إشتغل حمالا في محطة القطار ونشالا...ثم طباخا في إحدى المطاعم .....وإشتغل بعد ذلك في حمام الحي وفرنه....وتاجرا متجولاوسمسارا... في الأخير وعندما لم يجد عملا ينا سب طموحه قرر أن يخوض غمار السياسة ....قرر أن يصبح زعيما سياسيا....
الصورة الخامسة : صرخ منفعلا ضرب الطاولة التي أمامه ....لوح بملف أزرق ...تطايرت أوراقه....ساد القاعة صمت رهيب ....كيف لموكلي أن يسرق حمارا ...إنها مكيدة غبية ...مؤامرة خبيثة ...كيف لمن يملك عشرين حصانا أن يسرق ...حمارا.....كان القاضي يتابع المرافعة مذهولا... وعندما لم يعد قادرا على الإحتمال ، بدأ يردد في نفسه .....إنه حمار من ذهب.....إنه حمار من ذهب.