لاتنسبوا الأعمال إلى غير أصحابها ، ولاتهِِبوا حقاً لمن لايملكه .... لست هنا بصدد كتابة مقال نقدي عن الفلم التلفزيوني الذي كتبته تحت عنوان ( عنكاوا . . مدينة من الغد ) والذي تحول إلى عنوان آخر: ( عنكاوا . . ألق وعطاء دائم ) من قبل مخرج الفلم دون استشارتي ، وهذا العنوان الثاني يصلح أن يكون شعاراً وطنياً فضفاضاً ولكنه لايصلح أن يكون عنواناً أدبياً مكثفاً للفلم كما هو الحال مع العنوان الأصلي الذي وضعته أولاً . ذلك لأن عنوان أي عمل فني أو أدبي يقتضي توفرعدد من الاشتراطات الفنية لكي يمتلك صلاحيته كعنوان ، منها : الإيجاز، والإيحاء ، وقصر العبارة . ورغم أنني سجلت الكثير من الملاحظات الفنية ضد الفلم بعد مشاهدتي له ، منها ماله صلة بابتعاده عن أية شروط فنية يمكن أن تضعه في خانة الفلم الوثائقي ، ابتدأ من : إصرار المخرج على أن يتخلىّ تماماً عن استثمار ( الجو العام ) طيلة الدقائق الستين، التي هي زمن عرض الفلم ، مما أفقدنا الإحساس بالبيئة والمكان وما يختزنان من أصوات حقيقية تعبر بصدق عن حركة وحيوية الحياة وليفتقد الفلم بالتالي أهم عنصر توثيقي للزمان والمكان . وإذا ماتناولنا عنصر الإيقاع في الفلم فإننا وجدناه مترهلاً وثقيلاً جداً بسبب بطىء حركة الشخصيات الدرامية داخل الفلم وطول المشاهد الفلمية التي كانت تستغرق وقتاً طويلاً ومملاً على الشاشة. ومثالنا على ذلك : الدقائق العشرون الأولى من الفلم والتي كانت تتعلق بالصحفي الشاب وهو يكتب على الآلة الكاتبة . وكذلك مشاهد عودة والده الأسير إلى مدينته ، وهذا المشهد يعد من أضعف المشاهد وأكثرها مدعاة للتعجب ! ذلك لأن الصوت الخارجي ( التعليق ) المصاحب للصورة كان يشير إلى أن الأسير عاد في منتصف الليل إلى عنكاوا ( لكن المشهد تم تصويره في النهار ) . وبعد أن يطرق الأسير البا ب عدة مرات يخرج الجيران على صوت تلك الطرقات نساء ورجال كبار في السن ( لم نر الأسير علي يطرق الباب بل وجدناه يمشي في الزقاق ويتوقف ليسأل فتىً شاب ) ،ثم يستقبله الجيران بالأحضان وبالمشاعر الدافئة التي عوضته للحظات سنوات الاسر والحرمان ( لم يكن بين المستقبلين الجيران أي رجل كبير أوامرأة كبيرة في السن ،بل على العكس من ذلك لم يظهر على الشاشة سوى شباباً صغاراً في السن ) .. من هنا حصل الخلل في المعالجة الإخراجية لهذه المشاهد ،نتيجة للتناقض الحاصل مابين المعلومة الواردة في التعليق والمعادل الصوري لها . مما تسبب في فقدان الصورة للمصداقية الواقعية في التعبير عن الفكرة . أما تلك المشاهد التي تتعلق بوصول الصحفي الشاب إلى عنكاوا ونزوله من الطائرة ووصوله إلى الفندق والنزول من السيارة وحمل حقائب السفر والدخول إلى الفندق والوقوف أمام موظفي استقبال الفندق وإنهاء إجراءات الحجز والصعود عبر المصعد إلى الغرفة .فقد كانت هي الأخرى طويلة جداً وأصابت إيقاع الفلم بالترهل والبطىء . وهنالك الكثير من المشاهد الدرامية الأخرى التي لاتصلح للعرض ،وذلك يعود إلى تحديق الممثلين المباشر بعدسة الكاميرا ( مشهد الصبيان وهم يلعبون لعبة الدعبل ومشهد الفلاحين وهم يسنّون المناجل استعداداً للحصاد ).وهذا يعد من البديهيات التي ينبغي أن يعرفها أي مخرج . وهنا أيضاً لابد من الإشارة إلى أن مخرج الفلم لم يتردد في استخدام نفس الصبيان الذين كانوا يلعبون الدعبل في مشهد سابق من الفلم ، عاد مرة أخرى لاستخدامهم في تمثيل دور الفلاحين وهم يسنون المناجل وهم يحدقون بين لحظة وأخرى في عدسة الكاميرا . ! وهذا خطأ جسيم لايمكن تبريره ، ساهم أيضا في ضياع المصداقية في توصيل الخطاب الفني إلى المتلقيِ . أما الأغنية التي صاحبت معظم مشاهد الفلم باعتبارها موسيقى تصويرية مصاحبة له فلم تكن إلاً فهماً خاطئاً لدور الموسيقى التصويرية في بناء معمارية الفلم السينمائي ، وكانت الأغنية بذلك عنصرا فنياًً غريباً وطارئاً على الفلم رغم أن كلمات الأغنية كانت تنطق باللغة السورث ، وهي هنا لم تساهم ولو بأية درجة بسيطة في إغناء الخطاب الفني والفكري للفلم، إن الفلم الوثائقي تقتضي عملية بناءه الفني : الاستغناء التام عن أية موسيقى خارجية لاصلة لها بأحداث الفلم ، وينبغي دائماً الحرص على استثمار عنصر موسيقي وصوتي من داخل الفلم وليس من خارجه ليصبح الإيقاع والصوت بالتالي جزأً لايتجزأ من الطبيعة الوثائقية للفلم . أما فيمايتعلق (بالتصوير). . فقد اتسم هو الآخر بجملة من المشاكل والأخطاء التي لاتظهر إلاّ لدى المصورين المبتدئين . . ومثالنا على ذلك : عدم وضوح الصورة ( أوت فوكس ) في الكثير من اللقطات والمشاهد . تغيّر ألوان المَشَاهد ،وهذا يعود الى عدم المعرفة الدقيقة بعملية اعداد وتصحيح الالوان قبل عملية التصويراي مايصطلح عليه فنياً (وايت بلنس ) . ولو تناولنا كذلك اللقاءات التي اجريت مع عدد من رموز وشخصيات مدينة عنكاوا والتي ظهرت في الفلم، نجدها هي الاخرى كانت تتسم بطول زمنها الواضح على الشاشة ،وساهمت بدورها ايضاً في تراجع ايقاع الفلم الى الوراء . اضافة الى ذلك يلاحظ : الغياب التام لعنصر الاضاءة الطبيعية والصناعية،وعدم الاهتمام بها في بناء وتصميم ( باك راوند وفورك راوند) الصورة والمشهد واللقاءات ، بالشكل الذي يرتقي بلغة الصورة السينمائية التي تنفرد عن غيرها من بقية الفنون اولاً واخراً باستثمارها الدرامي لعنصر الضوء ،سواء كان طبيعياً او صناعياً . ومن الاخطاء الاخرى التي وقع فيها الفلم ايضاً ، ظهورعلم كردستان بشكل واضح في احد المشاهد التي ينبغي ان تكون في كندا حينما يكون الصحفي لحظتها يتجول امام داره ! عودة الى موضوعة المقال الرئيسة : وبعد هذه الملاحظات السريعة عن الجانب الفني للفلم ، لابد لنا ان نعود الى موضوعتنا الرئيسة والتي كانت الدافع الاساس لكتابتنا هذا المقال والتي تتعلق اولاً واخراً بالقيم والثوابت المهنية والاخلاقية التي ينبغي تواجدها وتوفرها في وسطنا الفني حتى نتمكن من الانطلاق بشكل سليم في بناء نهضتنا الفنية التي ننشدها في عنكاوا وحتى نقطع الطريق ابتدأً من الخطوة الاولى على كل الطارئين اللذين لايترددون في الصعود على اكتاف الاخرين، لالشيء إلاّ من اجل تحقيق مجد كاذب .! مع بداية شهر تشرين الاول الماضي 2009 كلفت من قبل فرقة اور المسرحية التابعة لجمعية الثقافة الكلدانية ان اكتب فلماً تلفزيونياً عن مدينة عينكاوا ،وقد كلف السيد طاهر سعيد نيابةً ً عن الجمعية في ابلاغي بهذا التكليف . وفي حينها اشار علي ّ السيد سعيد بأن اتناول في السيناريو كل مايتعلق بعنكاوا، ماضيها وحاضرها ورجالاتها . واكتفى بهذه الاشارة فقط . ولم يملي علي ّ باية فكرة أومعالجة فنية اخرى تتعلق بكيفية تناول الموضوع . ومن اللحظة الاولى لتحملي هذه المسؤولية بدأت في قراءة معظم المصادر والكتب التي تناولت تاريخ هذه المدينة ،وقد جلب لي السيد طاهر سعيد مشكوراً معظم تلك المصادر من جمعية الثقافة الكلدانية . ثم بدأت بعد ذلك مرحلة جمع المعلومات التاريخية عن المدينة ومؤسساتها ورجالاتها وابرز الاحداث التي مرت عليها . بعدها . . بدأت مرحلة اخرى ،وهي الاصعب في بناء الموضوع وتشكيله ، وهي مرحلة البحث عن المعالجة الدرامية ( اي الرؤية الفنية ) التي ستصبح مدخلاً منطقياً لبناء مشاهد واحداث الفلم . كذلك كانت مسألة البحث عن الاسلوب الفني الذي ينبغي ان اتكىء عليه لتوصيل المعلومة التاريخية لاتقل اهمية عن مسألة الرؤية الفنية. إذ ينبغي للاسلوب في العمل الفني ان يكون ممتعاً وسهلاً في توصيل المادة التاريخية الى المتلقي مهما كانت ثقلية و جامدة . وفي اخر الامر توصلت الى خلق و بناء خط درامي ممثلاً بشخصية صحفي شاب اسمه ريمون ولد وعاش في كندا ، تعود جذوره الى مدينة عنكاوا التي لم يرها ابداً. . . يكلف هذا الصحفي بالسفر الى العراق وكتابة ريبورتاج عن المدينة التي كانت الموطن الاصلي لوالده الذي سبق له ان سقط اسيراً على يد القوات الايرانية التي كانت تخوض حرباً مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي . وبعد عشر سنوات كان قد قضاها في اقفاص الاسر يعود الى العراق بعد احدى عمليات تبادل الاسرى بين العراق وايران والتي جرت في مطلع تسعينات القرن الماضي . لكن هذا الاسير العائد يتفاجأ أن عائلته قد هاجرت الى كندا . وبعد ان علمت عائلته المقيمة في كندا منذ عام 86 بعودته من الاسر، بذلت كل ماتستطيع من اجل ان يلتحق بهم ابنهم الى هناك ،بعد ان كانوا قد فقدوا اي امل ببقائه على قيد الحياة . وبعد عام من وصوله الى كندا تزوج من امرأة شابة تعود بصلة قرابة الى والدته ومن ثم ليرزقا بطفل اسمياه ريمون . وقد حرص جده وجدته على ان يحكيا له عن كل مايتعلق بعنكاوا. فنشأ ريمون وهو يحلم برؤية هذه المدينة التي كانت موطن اجداده . وتحقق له هذا الحلم حين كُلف بكتابة ريبورتاج عن هذه المدينة بعد سقوط نظام صدام عام 2003 . ومن اجل ذلك كان قد اتفق عبرحوارات متواصلة أجراها من خلال شبكة الانترنت مع مسؤولة مكتب الصحيفة في اربيل على ترتيب اجراءات اقامته لمدة عشرة ايام في عينكاوا .ليتمكن من خلالها التعرف على المدينة وعلى ابرز معالمها . وهكذا تتم الرحلة الى عنكاوا وكانت بمثابة رحلة استكشاف لذاته وروحه . وبعد ان تنتهي الايام العشرة يعود ريمون الى كندا ليكتب رسالة الى سوزان مسؤولة مكتب الصحيفة في اربيل ،معبراً فيها عن سعادته الغامرة بالايام التي قضاها في موطن اباءه واجداده ومعرباًعن الانعطافة الكبيرة التي حصلت في حياته بعد تلك الزيارة . وليقرر في اخر الامرالعودة مرة اخرى الى عنكاوا في اقرب فرصة . هذه هي المعالجة الدرامية التي كنت قد اوجدتها من اجل خلق معادل درامي للمادة التاريخية التي ينبغي طرحها عبر الفلم . وهنا اعود مرة اخرى لاؤكد واقول : لم يكن لاي شخص اخر اي دور أو مساهمة لامن قريب ولامن بعيد اثناء جميع مراحل كتابة الفلم التي استغرقت مني مدة اسبوعين بالتمام والكمال، ولم التقى فيها باي شخص من اعضاء فرقة اور او من اعضاء الجمعية منذ لحظة تكليفي (شفهياً ) من قبل السيد طاهر سعيد وحتى تلك اللحظة التي حضرت فيها الى مبنى الجمعية وجلست في احدى غرف الطابق الثاني من المبنى مع عدد من اعضاء فرقة اور بعد ان كنت قد انتهيت من عملية الكتابة وكنت في حينها قد طبعت نص الفلم ايضا وقدمته لهم .وفي ذاك اللقاء الوحيد الذي جرى يوم 30/ 10/ 2009 على ماأذكر في مبنى جمعية الثقافة الكلدانية وهو اللقاء الاول والاخير مع عدد من اعضاء فرقة اور كنت حريصاً في وقتها على ان أقرأ لهم الصفحات الاولى من النص ، والتي تتضمن بوضوح ملامح المعالجة الدرامية التي توصلت اليها وكتبتها . وكنت قد لمست عن كثب الشعور بالدهشة والمفاجأة على وجوه جميع الحضور ،وقد عبروا عن اعجابهم ذاك بكل وضوح وصدق انذاك . وهذا ما دفعهم الى ان يطلبوا مني ان اكتب لهم جزءاً ثان وثالث للفلم . لكني طلبت منهم ان يتريثوا قليلاً وان لايستعجلوا حتى نرى نتيجة الجزء الاول بعد العرض . كما وجدت في ذلك اللقاء ايضاً ان لدى ادارة (فرقة اور) ممثلة بالسيد مهيب ، لهفة واستعجالاً من اجل انجاز الفلم بأسرع وقت ممكن حتى يكون جاهزاً للعرض في مطلع شهر 12كانون الاول 2009 ليكون ضمن فقرات الحفل الذي يجري الاستعداد له احتفالاً بتأسيس الجمعية . وقد اعربت لهم في حينها عن خطأ مايخططون له، وأوضحت لهم بضرورة التأنيّ. وضرورة ان تكون هناك فترة محددة لتهيئة المستلزمات الانتاجية للفلم ، وان لاتقل تلك المدة عن شهركامل (30 ) يوماً . . اضافة الى ان الفلم لايمكن انجازه بأقل من ثلاثين يوماً . اي انهم بحاجة الى شهرين لانجاز الفلم بالشكل الذي يفرضه السيناريو الذي كتبته ، والذي يضم( 41) مشهداً، تحتوي العشرات من الامكنة التي ينبغي ان تنتقل اليها الكاميرا ، اضافة الى مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي تتعلق بأحداث مرّت على المدينة وكذلك بشخصيات عامة من ابناء عنكاوا ينبغي البحث عنها والعثور عليها وتحضيرها قبل البدء بالتصوير نظراً لاهميتها في بناء الفلم لكنني وبعد من ايام معدودة على ذلك اللقاء اصابتني الدهشة عندما اعلمني المخرج طاهرسعيد بأنه قد انتهى من انجاز الفلم !. وان موعد العرض قد تم تحديده في مطلع كانون الاول 2009 . عند ذاك ادركت ان النتيجة ستكون مخيبة لي، وان الجهد الذي بذلته وللاسف الشديد قد ضاع سدى وقد افصحت بهذه المشاعر لعدد من اعضاء جمعية الثقافة الكلدانية ومنهم الاستاذ كوثر نجيب الذي كان عضو سابقاًفي الهيئة الادارية لجمعية الثقافة الكلدانية في الدورة السابقة . وبعد عرض الفلم جاءت النتيجة مثلما توقعت . فكان الفلم صورة مشوهة ومسعجلة وغير منصفة لما هو مكتوب على الورق .. ولاأريد هنا ان اعدد مرة اخرى المشاهد الكثيرة التي اصابتني بالاسى . لذا كان عليّ ان اغادر قاعة العرض مباشرة بعد انتهاء الفلم وانا في غاية الالم . ومع ذلك . . لم يكن في نيتي الكتابة نقدياً عن الفلم مطلقاً ، لانني شئت أم ابيت كنت قد اصبحت جزءاً منه ومن طاقمه طالما كنت انا الذي تحملت مسؤولية كتابته . لكنني قررت الكتابة بعد ان اطلعت على (فولدر) العرض وتايتل الفلم وقدكتب عليه عبارة تشير الى ان فكرة الفلم تعود الى - ستيفان شاني ! ومما زادني اصراراً على الكتابة من اجل وضع النقاط على الحروف ماأبلغني به الفنان خليل كاكا من ان هناك اكثر من شخص من غير ستيفان شاني يدعي هو الاخر مساهمته الفاعلة في اقتراح المعالجة الدرامية وفي خلق شخصية الصحفي الشاب . وهنا قررت الخروج من الصمت وكتابة مقال اوضح فيه تفاهة ماجرى من غير علمي بذلك ، واوّضح فيه كذلك معنى وخطورة ان تنسب فكرة الفلم الى شخص اخر غيري لم يسبق لي ان التقيت به ولم اتعرف عليه حتى هذه اللحظة ولم يجمعني به في يوم من الايام اي لقاء .؟ ولو حدث ألان ، أن وقف امامي المدعو ستيفان شاني فلن اتعرف عليه مطلقاً! لقد اخذني العجب والدهشة مما رأيت وسمعت حينما وجدت شخصاً مجهولاً بالنسبة لي يتحول بقدرة قادر، وفي لحظة لاوجود لها ، الى خالق لفكرة الفلم الاساسية مع اني ّلم التق به ابداً !؟ . . وهكذا جرت الامور ببساطة تامة وتمت مصادرة الجهد الذي بذلته في كتابة الفلم وبمباركة واضحة يلفها الغموض من قبل السيد المخرج . ! ويبدو لي وأرجو أن اكون مخطئاً أن لدى السيد المخرج مصلحة ما تقتضي منه وأكراماً للسيد ستيفان شاني ان يضرب عرض الحائط بكل القيم والاصول المتفق عليها في الاوساط الادبية والفنية منذ عشرات السنين وليسلب بالتالي حقاً يعود لي وحدي لايملكه هو ويمنحه بكل سهولة الى من لايملك شيئاً . وإلاّ كيف يمكن تفسير ماجرى !؟ هذا اضافة الى ان استخدام كلمة (اعداد ) التي سبقت اسمي في اعلانات وتايتل الفلم لاوجود لها في قاموس السينما ، وكان ينبغي على الاخ المخرج طاهر سعيد ان يستخدم كلمتي ( سيناريو وحوار ) وهذا هو ماتم الاتفاق عليه عالمياً وثبت في معجم المصطلحات السينمائية بدلاً عن كلمة ( اعداد) التي عادة ماتستخدم في تايتلات البرامج التلفزيونية ولايتم استخدامها في صناعة الافلام . السادة الكرام اعضاء فرقة اور المسرحية : ليس من العدل والانصاف ان تنسب الاعمال الى غير اصحابها بدون وجه حق . وليس من الاخلاق ان يرتضي البعض لانفسم ان يرتكبوا مثل هذا الفعل المعيب والذي لايليق حقيقة بمن يعمل بجد واخلاص في الميدان الفني . . كما لايليق بالسيد المخرج ان يتواطىء مع من لايتردد في صنع تاريخ كاذب له ! ويقتضي الامر من نقابة الفنانين في كردستان بعد ان يصلها الامر بمثل هذه القضايا أن تتخذ اجراءاتها الواضحة والقانونية بحق من يسىء الى الاصول والتقاليد الفنية التي تحرص كل المؤسسات والجمعيات والشركات الفنية الرصينة على الالتزام بها حفاظاً على حقوق الاخرين المعنوية . و ليس من المعقول ايضاً ان تسرق جهود الاخرين وبشكل سافر وصريح دونما رادع يتخذ ضدهم من قبل نقابة الفنانين في كردستان وكذلك من قبل المؤسسات والجمعيات التي ينتمون لها ويمثلونها لانهم بمثل هذا السلوك يسيئون لها ايضاً . الاخوة المحترمون في فرقة اور المسرحيةالتابعة لجمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا : لقد كنت حريصاً وأنا اكتب الفلم على ان اقول شيئاً جميلاً يليق بهذه المدينة وبتاريخها ، لانني منذ ان سكنت فيها قبل اكثر من اربعة اعوام بحكم عملي في قناة عشتار الفضائية احببتها بعمق لما اتسم به اهلها من وداعة وطيبة . ولكنني وياللاسف ، صدمت بهذه الافعال الصبيانية التي اقترفها البعض والتي لاتنم إلاّ عن سذاجة وسوء تقدير ! واخيراً ليس لي إلاّ ان اقول : إن اي فنان يحترم فنه، وتاريخه، وشخصه، سوف لن يتورط في صنع تاريخ كاذب له . ولن يتورط في سرقة جهد الاخرين، ولن يتورط أبداً في أي فعل قد يسىء له ،أويخدش قليلاً صورته ، وسمعته امام زملاءه وجموره .