* " أكثر المواد انتشاراً في العالم هما النيتروجين والغباء " هكذا يقول اينشتاين.... - لو سألت مدمنٍ للتبغ عن البدايات الأولى لإدمانه والسبب وراء ذلك الإدمان لأخبرك بكل تأكيد أن أحداً من أقاربه كان السبب وراء ذلك وإذا أخبرك بأن صديقاً له هو من جعله يدخن فثق أنه يكذب عليك فالمؤكد أن قريبه الذي ربما لم يخبرك عنه هو السبب والصديق كان من بعده فقط ..... كيف ؟ قد يتبارد إلى الذهن أن العملية وراثية لكنها ليست كذلك بالضبط بل تشبهها فقط إلى حدٍ ما... - إننا معشر الكبار نتعمد وبكل غباء أو إحساس أن نرسل الصغار لشراء السجائر لنا وللضيوف ، وأحيانا نرسلهم لإشعالها من المطبخ حين نفقد القداحة وهذا هو الغباء الذي يتحدث عنه عالم الفيزياء اينشتاين أنه من أكثر المواد انتشاراً في العالم ، كما أننا نجهل مغبة ذلك الفعل فبالمداومة على ذلك تنشئ الرغبة لدى الأطفال في الحصول على صك رجولة مبكر من خلال إشعال سيجاره وتدخينها تقليداً للكبار وحب المغامرة في الدخول أو ولوج عالم الممنوع كما ينكسر بسبب ما نصنعه حاجز الخوف لدى الطفل من هذه السيجارة اللعينة، وقد تصير لدى بعض الأطفال من خلال ما يشاهدونه من الكبار حلماً مؤجلاً وسراً يسكنهم إلى أن يجدوا الصديق الذي يحرضهم ويتضامن مع رغبتهم الدفينة التي زرعناها فيهم من خلال إرسالنا لهم لشراء السجائر فهم جاهزين مهيئين وليس الصديق سوى ضوء اخضر فقط وهذا يتحقق قول اينشتاين عن النيتروجين وشيوعه.. إننا نجهل أو لا نلاحظ تناقضنا نحن عالم الكبار فالصغار كثيرا ما يسمعون تعليقاتنا على التبغ والمدخنين وفي الوقت ذاته تجدنا نرسلهم لشراء التبغ لنا أو الإشعال سيجاره ولان الأمر كذلك يفقد الصغار ثقتهم فيما يصدر منّا من أقوال وأفعال كما أنهم يلحظوا ذلك التناقض الكبير لدينا وإلاّ فكيف ننهى عن شيء وفي الوقت ذاته نفعله ! لا تنهى عن خلق وتأتي مثله / عار عليك إذا فعلت عظيم جدير بنا أن نحرص على شراء الأشياء التي تورطنا فيها نحن ، بسبب من سبقونا ونخاف على أطفالنا منها، على شراءها بأنفسنا سواء كانت سجائر أو غيرها من مهلكات كما يجدر بنا تجاه هذه المسألة بالذات على الأقل الالتزام بقول الشاعر: