قال تعالى في كتابه الحكيم ( علم الإنسان ما لم يعلم ) صدق الله العظيم ، توصل العلماء في هذا العالم الشاسع والكبير إلى نظريات علمية متطورة واكتشافات حيث ما وصلوا إليها إلا بجهد حثيث و عمل متواصل و بل و دعم مخصص للبحوث العلمية و تخصيص أموال مهولة لهذه الأبحاث ليتوصلوا إلى هذه النظرية أو تلك لكن وبعد ذلك كله يكتشف الباحث أن القران الكريم كلام الله عز وجل الذي انزل على نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم منذ ما يزيد عن ألف و أربعمائة عام قد ذكر ما توصل إليه ذلك الباحث من نظريات علمية أو اكتشافات فلكية أو غيرها ولا نريد الدخول إلى أمثلة فهي كثيرة وجما حيث اجمع العلماء أن القران الكريم قد ذكر من النظريات العلمية الكثير بل و الاكتشافات التي يخرج بها إلينا الباحثين الآن ، حتى علم الإدارة تطرق إليه القران الكريم فمن ارض فلسطين من المدينة الغزية الهاشمية التي حوصرت وتحاصر أهلها من قبل احتلال صهيوني و يزيد على هذا الحصار حرب شرسة أوتيت أعقابها على الشعب المجاهد بأصلة والمرابط بطبعة ، خرج من رحم هذه المدينة باحث اسمه نايف شعبان قرموط تخرج من الجامعة الإسلامية بغزة بدرجة البكالوريوس بتخصص أصول دين عام ألف و تسعمائة و ست و ثمانين للميلاد قرر قرموط بدراسة الماجستير ، و اختار هذا الباحث رسالته بعنوان :-الإدارة في سورة يوسف دارسة موضوعية ، وعندما سألناه عن سبب اختياره لهذا العنوان و دراسة علم الإدارة في القران الكريم قال قناعتي و إيماني إن الله خلق الإنسان و انزل له القران ليكون له الدستور والمنهاج الذي يتعايش في ظله و يستمد منه قوته و عزته و كرامته و تقدمه (( ما فر طنا في الكتاب من شيء ))،(( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) صدق الله العظيم وأضاف أن من هذا المنطلق وعلما أن القران الكريم فيه كل العلوم قررت أن أخوض في هذا العلم الواسع وأتمنى أن يوفقني الله بتوفيقه ، و عند قراءتنا لمقدمة رسالة الباحث تبادر لي سؤال فطرحته عليه ما هي الفائدة المرجوة من هذه الدراسة فقال أن بحثي هو إبراز الجوانب الإدارية في السورة الكريمة و إن علم الإدارة متواجدة في ثنايا هذا المصحف الشريف كما هي العلوم الأخرى كما و أكد قرموط على أهمية علم الإدارة وهذا العلم قديم في نشأته وقال إنني ارغب بربط علوم القران الكريم بالعلوم المعاصرة وأضاف إن من أهم أهداف البحث هو تأكيد ان نصوص القران نصوص مفتوحة للبحث وان البحث فيها لم يتوقف في عصر من العصور بل هو مستمر ، كما وسألنا الباحث عن سبب اختيار هذه السورة بالذات من ضمن صور القران الكريم ولماذا كان التركيز عليها ، فأجاب ان هذه الصورة كان لها الاهتمام الكبير من قبل العلماء والدارسين فانبروا لها تفسيرا و تحليلا واستنباطا وان المؤلفات التي انفردت لها كثيرة ومنها قصة يوسف عليه السلام لابن ابي حماد البغدادي ، و كتاب يوسف في القران لأحمد ماهر البقري ، و كتاب الفتن في حياة يوسف ، وغيرها الكثير أما و من خلال قراءتنا لملخص هذا البحث كان في مستهله مقدمة و طرح لمعلومات عامة عن سورة يوسف عليه السلام وعن أسباب نزولها و من ثم قام الباحث بتفصيل الأدوات الإدارية في السورة مثل التخطيط ودورة في العملية الإدارية و كذلك صناعة القيادة والحوار وأهميته للوصول إلى إدارة مثالية وركز الباحث على أداتين من أدوات الادراة اتخاذ القرار وإدارة الأزمات فكان الباحث متميزا كما وصفه ، يبلغ قرموط واحد وخمسون عاما تابع دراسته لحبه في العلم والمعرفة بأخذ الدورات العلمية في علم الإدارة والمحاسبة و علم الصحافة بالإضافة إلى إدارة المكاتب رغم حياته المليئة بالإشغال قرموط يعمل مديرا لشركة تعمل في مجال التجارة والأدوية وكذلك يعمل مسئولا في الحركة الدعوية في منطقة شمال غزة ناهيكم عن باعه الكبير في الإصلاح بين المتناحرين والمتخاصمين سألنا قرموط عن الوقت ، كيف تتمكن من إيجاد الوقت لدراسة الماجستير فرد قائلا إن هناك قانونا خاصا به وهو إداريا ( إن أكثر الناس ضبطاً للوقت هم الأشخاص المنشغلين جدا ) وكما واتصلنا بالدكتور عصام زهد المشرف العام لهذه الرسالة وسألناه عن رأيه في رسالة قرموط فقال ان الرسالة أوضحت شيئا جديدا في علم الإدارة موجودا منذ ألف و أربعمائة عاما حيث تطرقت هذه الدراسة عن أساسيات في علم تطرقت لها سورة يوسف عليه السلام مثل التخطيط و وضع الحلول للنزاعات و المشكلات كما وأكد الدكتور زهد أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها من ناحية العناصر المدروسة في علم الإدارة بالسورة الكريمة سورة يوسف علي السلام وأضاف دكتور زهد ان باحثا سعوديا يدعى نايف العميصي قد قدم بحثه في مهارات الإدارة التربوية في القران المدني الكريم بالمملكة العربية السعودية ، و سألنا الدكتور زهد عن كيفية استطاعة الباحث قرموط عن انجاز هذه الرسالة رغم كثر مشاغلة و مسئولياته الكبيرة فقال كان قرموط من الطلاب المجتهدين جدا و لكنه في فترة من الفترات تأخر قليلا عن وقت تقديم البحث ولكننا كنا له من الناصحين ليتم هذه الرسالة وهذا واجبنا المهني و الأخلاقي ان ننصح و نعطي التشجيع والحافز للطلاب للسير على خطا العلم والتعليم ، قرموط متزوج ولديه خمسة عشر من الأولاد والبنات ولديه أيضا من الأحفاد ست و عشرون ولكن رغم ذلك تقول ام شعبان زوجته انه زوجها لم يقصر بتاتا في واجباته تجاه بيته ولا أولاده وكنا نوفر له كامل الراحة ليقوم بانجاز رسالته و تضيف ان زوجها مثابرا في عمله و مهتما جدا لتعليم ابنائة وأضاف عبدا لله ابنه الذي يدرس الماجستير الآن ان والدنا يعتبرا صديقا لنا و كان ومازال دوما يتعاون معنا في الدراسة وكما ان والدي مثابرا جدا في عملة حيث بدأ من الصفر في الشركة التي يعمل بها حتى وصل إلى منصب مدير الشركة كلها و ذلك أكدت فاطمة ابنته أيضا ان ما ذكر عبدا لله يثبت ان والدي مجتهد رغم كبر سنه و كثر مشغوليته حتى انه يساعدنا في دراستنا بل وشجعني في مهمتي الحالية وهي دراسة الماجستير وبلقائنا الأخير مع الباحث نايف قرموط أكد لنا شكره الكبير للجامعة الإسلامية ويتمنى اهتماما اكبر في البحوث العلمية المتميزة والاهتمام أيضا بالبحوث التي تخص القران الكريم لأنه علم شاسع و واسع و ختم بقوله واصفا بحثه بأنه الأول في العالم و أضاف منادياً تعلموا الإدارة من سورة يوسف ،