مع غياب جيل بوبقرة (حسني الحسني)، وقريقش (أحمد قادري)، وقاسي تيزي وزو (حميد لوراري)، برز إلى الوجود في المشهد الكوميدي الرمضاني الجزائري منذ سنين جيل حميد عاشوري وصالح أوقروت ولخضر بوخرص وكمال بوعكاز••• وغيرهم• فهل فشل الكوميديون الجزائريون في اجتذاب رضا المشاهد هذه المرة؟ وأصبحت هذه الوجوه الجديدة نسبيا مألوفة عند مشاهدة التلفزيون الجزائري، وبرزوا أكثر مع الغياب شبه الكلي لأعمال المحطات الجهوية للتلفزيون التي كانت تسد فراغا في سنين مضت، وبالخصوص محطة قسنطينة بأعمال المخرج محمد حازرلي وعمار محسن ومحطة وهران التي برزت بعد ذلك بأعمال ثلاثي بلا حدود وثلاثي الأمجاد وأعمال مخرجين متميزين مثل زكريا ومحمد حويذق• وشهدت السنين الأخيرة عودة قوية لبرامج ''الكاميرا المخفية'' التي أبدع فيها في سبعينيات القرن الماضي المخرج الحاج رحيم، قبل أن تعود متميزة وفي زمن الكاميرا الرقمية غير المرئية مع ''الطاكسي المجنون'' لبلقاسم حجاج، و''وهكذا ولا أكثر'' وغيرها، غير أنها شهدت بعد ذلك سقوطا حرا إلى درجة إلغاء إدارة التلفزيون قبل سنتين من الآن برامج من هذا النوع بلغت حدا لا يطاق من الاستخفاف بعقل المشاهد• ولم تكن عودة الكاميرا المخفية هذا العام موفقة مع واحد من الناجحين فيها سابقا وهو مراد خان الذي فشل هذه السنة في اجتذاب ولو نسبة صغيرة من المشاهدين المعجبين• ولئن كانت عودة الكاميرا المخفية هذه السنة مخيبة تماما للآمال، فإن نسبة المشاهدة والنقاش العام تقاسمها عملان هما ''جمعي فاميلي'' وهو عبارة عن سيت كوم في جزئه الثاني للمخرج جعفر قاسم وبطولة صالح أوقروت وسميرة صحراوي وكمال بوعكاز وغيرهم، و''سوق الحاج لخضر'' وهو امتداد لسلسلة ''عمارة الحاج لخضر'' للفنان لخضر بوخرص والمخرج محمود زموري، التي عرفت في السنة الماضية نجاحا شعبيا معتبرا مقارنة بفشلها عند الناقدين المتخصصين الذين رأوا فيها ارتجالا وشعبوية منافية لروح الفن وجرعة زائدة من ''الوعظية'' بمفهومها السلبي، واحتل العملان وقت ذروة المشاهدة (بعد الإفطار بقليل) منذ بداية الشهر ''سوق الحاج لخضر'' على القناة الثالثة، و''جمعي فاميلي'' على القناة الأرضية و''كنال ألجيري''• وفي الوقت الذي أجمع فيه عموم المشاهدين والمختصين على حد سواء على نجاح سلسلة ''جمعي فاميلي'' في جزئها الثاني بجميع المقاييس، فبالمقابل تشكّل إجماعا آخر على فشل سلسلة ''سوق الحاج لخضر'' رغم احتلاله ذروة المشاهدة هذه السنة منذ بداية رمضان، فقد بدا واضحا غياب الحوار المكتوب وسيطرة الارتجال المبالغ فيه على العمل رغم اجتهادات بعض الأفراد• ولعل الفشل الواضح لسلسلة ''سوق الحاج لخضر'' هو الذي فتح نقاشا واسعا عن فشل الأعمال الجزائرية الدرامية لهذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو الطرح الذي لا يتفق بشأنه الجميع بحجة أن الأعمال الرديئة ظلت مصاحبة للكوميديا الرمضانية الجزائرية منذ سنين طويلة، وما نجاح أعمال المخرج جعفر قاسم في السنين الأخيرة ''ناس ملاح سيتي'' بأجزائه الثلاثة، وجمعي فاميلي بجزئيه''، إلا الشجرة التي تغطي الغابة، وهو النجاح الذي لا يبرر فشل الآخرين الذي بلغ مداه هذه المرة• والملاحظ هذه السنة هو كثرة الأعمال الكوميدية والدرامية على حد سواء لكنها في معظمها لم تجد طريقها إلى المشاهد في ظل فوضى البرمجة، حيث وجد المشاهد نفسه تائها بين هذه القناة أو تلك على عكس السنين الماضية عندما كان الإنتاج قليلا ويمر في القنوات الثلاث في وقت متقارب جدا•