كانتْ هنا قبل الرّحيل بضحْكة تَبسط وجْه الدّنْيا في كفِّها وكفَّها .... إذا مَرّ على الوقْت بدّله قبل الرحيل بضحكة كانتْ هنا أخفّ من العزف تَنْقر خدّ الرّصيف بكَعْبها وترْقص يأتي الريح نسيما يأتي السّنونو يُراقص خِصْرها أُراقص طيْفها كلما ابتَعَدتْ ابتعدي قيْد ضحكة أراكِ أحلى وأكتم سِرّ الخلق أراكِ بحرا وأرْسم مرْسى وأراكِ كما أشتهي * * * كانتْ هنا قبل البارحة بغيْمة كنتُ أغفو وكانت تطرق خدّ البلور بظفْرها " ولا شيء غيْر شجرة تنام على النافذة " كمَنْ يسْتقبل في محطة آخر العائدين ضحْكتي تخْتفي بين فنْجانين ...... وتنتظر ولا شيء غير الضّجرْ يا امرأة مِن رحيل وعَوْدة كلما انفردتُ بشالكِ أرسُمكِ عيدا هل صادفْتِ عيدا مرْسوما على ورقة ؟ هل صادفْتِ عاشقا يرْسم عيدا ؟ ويضيف وجْه حبيبته ؟ وأمّا أنا..... لا أرى غيْر الأعياد أرْسمها كلّما حلّ جسدك العاري في جسدي وأُلقِي خارج السرير بشهْوتي مُكتفيا بتُوت شفتيكِ * * * كنتِ هناك وكنتُ هنا بيننا قمر على رصيف الثلج يرْمقنا على مقعد قبالة المرْسى أترصّد غيْمة تَحْمل أخباركِ المُتعبة أنا المتعب خلْف لُفافات التبغ أُضيف للعيد المرسوم وجْهي علّ وجهي ...... يفتّش في العيد عنكِ ويُبشّر أنّي سألقاكِ بدرْبي معبّأة بالنجوم وألقاكِ " كمَانًا " يَعزف لحْني. * * * كنتِ هناك وكنتُ هنا بيننا برْزخ منْ دَعْوة للعشاء بنفس مكان رقصتنا أُديركِ إلى جهتي أصابع تناجي الأصابع وعيْن على العين وخوْف من رحيل المراكب * * * أنتِ هناكَ وأنا هنا تؤجلين عودتكِ وأؤجّل فرحي .