فتحت عيوني وهما لا تزلان شبه مغمضتان ،جسدي متعب وعقلي مشغول بسواد هذه الدنيا نظرت الى قلمي منزويا في ركن قصي من المائدة و كأن دموعه تريد أن ترسم على صفحات فؤدي، أناملي صاحت بي أن الشوق وصل مداه وأن لوعة الحب الى ربط الكلمات ومأنسة المداد الأسود أصبحت كفتاة البادية الأصيل التى تنتظر معشوقها عند مغرب الشمس ،خلف الأفق الجميل آستجبت ملهوفا الى رغيف العقل فلست أستطيع مفارقة الانيس، نظرت حولي فوجدت كوب المساء والرذاذ لازال يتصاعد منه تاملت قراره الأسود وسبحت فيه بعيوني تلطمنى أمواجه الساخنة وتلفح وجهي الشاحب المجعد، غرقت دون أن اجد هذا القرار الموشح بالغموض آرتشفت منه تلك الرشفات القليلة فأحسست بنار تشتعل في داخلي وبسم أتجرعه يوم بعد يوم، دون ان ينتفض داك الجسد أو يصرخ مكسرا حاجز اللاحياة آنقدحت في مخيلتي الثكلى وصايا أخر الزمان ووساوس -أبي ذيل-غلبني بعد أن جاء ذكره على لساني وقلت أسفا آغمض عيونك وعد الى سباتك العميق.