بين حاناتِ الجنونِ و الأحلام أعيشُ ناسكا ً أرهقه رائحة ضوضاء تعبقُ في الفضاء و العدم يتحاشى الاصطدام بأفكارٍ مطفأة و إلى ظلِ رغبةٍ ساكنةٍ .. انزوى عسى أن يرتوي من أنشودةٍ لا تعرف الختام.... .... .... .... .... لا أدري من أنا غير أنني دوما أَنسلُّ بعيداً حائراً عائداً إلى مروج الذكريات حاملا روائحَ و ذكرى الأنبياء.. أحدقُ في صميمِ الصمت أرى أرواحاً صافية أسراباً من ظل و نور تئن حول نافورة الأحزان تَلمعُ في سكونِ الليل الباكي تشتهي جسد َ حلمٍ يفلت من بين عناق الموت و الحياة اللامتناه يسرح في الأبدية.... .... .... .... .... تصعدُ الروحُ سلالم َ السماء مكللةً بشهوة الانعتاق تُشرقُ حقيقةُ الحياة بيضاء من قلبي .... غير آبهة بالزمن المُتَخَثّر تتعرى المعجزةُ في وهج ِقصيدة تُذوّبُ أحزاني في نورِ الله.... .... .... .... .... آه أيتها الأحلام من وشم حياتي بالتشرد سيمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن تبتلع القصائد هذا الحزن الهائل تفتح طريقا لفجر جديد غني بالمغامرة يأبى إلا أن يتم تشكيل معجزة تأخذنا لنستريح على صدر حورية تنتظر عودتنا.... .... .... .... .... آه أيها الحزن الصاعد إلى السماء هَلْ تَتذكّرُ طوفانَ الحب الشهي جنيناً في بذرة الألق الصافي تختزن في أعماقها كل الأحلام الساحرة و من ثديها رضع حليب الحكايا.. .... .... .... .... وأنت أيتها الأسرار يا من تخفين في أعماقك بذور حياتي و تلقيها في التيه تتساقط عليها دموع أضوية مهاجرة و تنمو سنابلَ و قمحا للهذيان لم أكن أريدُ أكثر من وضع الغيم في سلتي أو لمس ريح تتسرب من شقوق الماء.... .... .... .... .... يا معبد الزمن يا من يحتوي قرابين أحزاني كانت البلابل تشدو على نافذة قلبي و السماء تُدردشُ مع حقول الزيتون تهمس في روحي عطرها قبل أن تتكاثر الأفاعي في أحشاء الزنابق في عروق الياسمين و الجلنار و يفترس قطيعُ الذئابِ حملاني البيضاء الخضراء .. الصفراء .. الزرقاء.... .. و يسطو القراصنة على قاربي على كتبي و قصائدي.. على فساتيني المطرزة بالذهب و شراشفي الحريرية أنطفأت أحاديث الجدة و حديثُ الحصى المحترق في الطوابين .... .... .... .... ....
وأنت أيها الهارب من نفسي من زوايا الخراب إلى ملكوت الحلم ماذا تبقى لنا غير عالم يتحول بأكمله إلى كتل من رماد يدثر سنوات انتظار تَنْمو فينا .. انتظرني لكي أموت معك.. .. كلانا لا يملك مأوى غير تلك المأساة حياتنا مخمورة بالقهر أدمنت أفيون الضياع.. .. .. .. .. .. .. .. أبي في قبره الغريب لا يزال منفيا ينتظر نمو زيتونة تأبى النمو في المنافي و أمي تنظر صباح مساء إلى مرايا احتراقي تحتسي جمر الغياب.. .. .. .. .. .. ..