افتتحت مساء اليوم الخميس بالعاصمة الالمانية، فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) في دورته الثامنة والستين، بعرض فيلم الصور المتحركة "جزيرة الكلاب". وتدور أحداث الفيلم للمخرج الأمريكي ويس أندرسون، حول طفل يسافر في رحلة إلى اليابان بحثا عن كلبه الذي فقده. ويتناول الفيلم قضية إنسانية تتعلق بنفي الآخر حيث يقرر الحاكم نفي كل كلاب المدينة سواء تلك التى تربت فى البيوت أو حتى كلاب الشوارع و الاستعراض، إلى جزيرة النفايات حتى يقرر فتى صغير استعادة كلبه وهنا تتصاعد الأحداث وبالتوازي يشكل أصدقاء الفتى جماعة مقاومة صغيرة يزداد تأثيرها بمرور الوقت. وقال أندرسون في مؤتمر صحفي عقب عرض الفيلم إنه فكر في البداية في أنه يريد أن يصنع فيلما عن الكلاب ويدمج ذلك بحبه لليابان وإن فكرة الإسقاط السياسي والخيال العلمي لم تبدأ في التطور في ذهنه بشأن مدينة (ميجاساكي) الخيالية إلا لاحقا. وحضر حفل الافتتاح الرئيس الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ووزيرة الثقافة مونيكا غروترس وعمدة برلين ميشائيل مولر، بمشاركة الكثير من نجوم الفن السابع. ويشارك في المهرجان 385 فيلما من بينها 19 فيلما ستتنافس على جائزة الدب الذهبي وجوائز الدب الفضي منها أربعة أفلام المانية. وستخصص هذه الدورة تكريما للممثل السينمائي والمسرحي الأمريكي ويليم دافوي الذي سيقدم له الدب الذهبي الفخري تقديرا لعمله. ومن بين النجوم الذين يحضرون دورة هذه السنة، روبرت باتينسون وغايل غارسيا بيرنال وبيل نيجي وغيف دانيالز وتيلدا سوينتون ويواكين فينيكس وإيزابيل هوبيرت. ويترأس المخرج الألمانى الشهير توم تيكوير لجنة تحكيم هذه الدورة التي تضم الممثلة سيسيل دو فرانس (بلجيكا) والمصور شيما برادو (إسبانيا) والمنتجة أديل رومانسكي (الولاياتالمتحدةالأمريكية) والمؤلف الموسيقي ريوتشي ساكاموتو (اليابان) والناقد السينمائي ستيفاني زاكاريك (الولاياتالمتحدةالأمريكية) ). وهكذا فإن اللجنة تمثل ست تخصصات مختلفة تتعلق بصناعة الأفلام. وعلى خلفية موجة التحرش الجنسي التي هزت صناعة السينما مؤخرا، يعتزم المهرجان هذه السنة تعميق النقاش حول هاشتاغ "مي تو" (وأنا أيضا) من خلال الاعلان عن حلقة نقاش شاملة حول التحرش الجنسي وركن للاستشارة وندوة لتشجيع النساء اللائي تعرضن للتحرش على التحدث والبحث عن سبل لتعزيز المساواة في صناعة السينما. وقال رئيس لجنة تحكيم المهرجان اليوم الخميس في مؤتمر صحفي قبل انطلاق المهرجان، أن الإفصاح عن الانتهاكات الجنسية التي هزت قطاع السينما أبرزت الصعوبات التي يواجهها الكثيرون من العاملين الأضعف في سوق العمل. يذكر أن الممثلة الألمانية كلوديا إيزينغر طالبت في عريضة عبر الانترت إدارة المهرجان بوضع بساط أسود بدلا من الأحمر التقليدي، مبرزة "مسؤوليتنا تحتم علينا أن نظهر للعالم أن التحرش والاعتداء الجنسي والتمييز ضد المرأة لن يبقى طي الكتمان مجددا". يشار الى أن المغرب يشارك في المهرجان من خلال فيلمين طويلين وهما "أباتريد" لنرجس النجار و"جاهلية" لهشام العسريحيث سيتم عرضهما لأول مرة على المستوى العالمي. ويلقي شريط "اباتريد"، من خلال تتبع مسار عائلة وقصة حب، الضوء على قضية 350 ألف مغربي تم طردهم من الجزائر سنة 1975. وبعد "هيدبانغ لولابي"، في فئة بانوراما سنة 2017، يعود هشام العسري إلى برلين بفيلم "جاهلية" الذي هو عبارة عن كوميديا مأساوية تدور حول عدد من الأشخاص خلال حدث تاريخي شهد فيه المغرب إلغاء أضحية العيد بسبب الجفاف. وقد أنتجت هذين الفيلمين شركة "لابرود" التي تديرها المنتجة لمياء الشرايبي. ويعد مهرجان "برليناله" أحد أكبر التظاهرات الثقافية و أهم المواعيد لصناعة السينما الدولية حيث يبيع أكثر من 300 الف تذكرة، ويستقطب أزيد من 21 الف من المهنيين من 127 بلدا، ويواكب فعالياته أزيد من 3700 صحفي.