أكد نزار بن سعد، مستشار وزير الشؤون الثقافية التونسي، أن احتضان مدينة وجدة للمعرض المغاربي الأول للكتاب يكتسي "دلالة كبرى". وأضاف السيد بن سعد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة الأولى لمعرض "آداب مغاربية" الذي احتضنته وجدة من 21 إلى 24 شتنبر الجاري، أن النخبة المثقفة في تونس "متفائلة وتؤمن بقوة" بمغرب عربي ثقافي قادر على فرض نفسه، وإعادة إحياء الأمل لدى الشباب. واعتبر أن الشباب المغاربي، الذي يوجد في صلب اهتمامات هذا المعرض، يتوفر على مؤهلات من شأنها إعطاء قيمة مضافة لمغرب عربي موحد. وذكر بأن نخبة من المثقفين التونسيين يشاركون في هذه التظاهرة الكبرى التي "تعزز فكرة مغرب عربي موحد حول القيم التي نؤمن بها"، داعيا الفنانين والمبدعين إلى التنسيق في مجالات الفكر والإبداع لمسايرة التحولات الحالية. من جهة أخرى، وصف السيد نزار بن سعد التعاون الثقافي بين تونس والمغرب ب "المثمر" و"المكثف"، خاصة على المستويات العلمية والأكاديمية، مشيرا في هذا الصدد إلى العلاقات "المتجذرة" و"الدائمة" التي تربط بين الجامعيين التونسيين والمغاربة، وإلى الملتقيات العديدة التي نظمها الجانبان في كلا البلدين. وبعد أن أبرز دور الناشرين في تحقيق الإشعاع الثقافي للمجتمعات، أكد مستشار وزير الشؤون الثقافية التونسي على ضرورة العمل من أجل تطوير النشر المشترك للكتب في البلدين، من خلال تبسيط المساطر الإدارية. وبخصوص التجربة التونسية في المجال الثقافي، أبرز السيد بن سعد أن مكانة الشباب والثقافة توجد في صلب النقاش والمشروع السياسي والمجتمعي بتونس، مشيرا في هذا الإطار إلى المشروع الكبير المتعلق ب "مدينة الثقافة " التي من المتوقع افتتاحها في مارس المقبل بقلب العاصمة التونسية، والتي تعكس مدى المكانة الكبرى التي تحتلها الثقافة في سياسة البلد. وقال إن سنة 2018 ستكون "سنة الكتاب" بتونس، وذلك بهدف خلق دينامية ثقافية كبرى على المستوى المحلي والجهوي، واستثمار الفضاء العمومي ثقافيا، للتصدي للأفكار المتطرفة. وشارك مثقفون قادمون من المغرب العربي وأوروبا وإفريقيا في الدورة الأولى من معرض "آداب مغاربية"، الذي نظم بمبادرة من وكالة تنمية جهة الشرق وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة من 21 إلى 24 شتنبر الجاري. وتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقرات عديدة، من قبيل الموائد المستديرة التي تطرح للنقاش مواضيع متصلة، أساسا، بالشباب المغاربي والهجرة والكتابة والنشر. والتئم خلال هذه التظاهرة شعراء وروائيون وقاصون ومؤلفون مسرحيون وفنانون، وممثلو مؤسسات جهوية ومهنيون في قطاع نشر وتوزيع الكتاب، وذلك لإثارة النقاش بشأن مختلف جوانب المشهد الثقافي المغاربي و"العمل على إدراجه بشكل أمثل في ثقافات العالم".