ينظم مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية التابعُ للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب يوما دراسيا موضوعُه "مداخل بلاغية ولغوية لفهم ظاهرة التطرف"، وذلك صباحَ يوم الأربعاء 24 ماي 2017م برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان. ويرتقب أن يشارك في أعمال هذا اليوم الدراسي علماء وباحثون من تخصصات علمية مختلفة كالبلاغة، والأدب، واللغة، والفلسفة، والفكر، والسينما، وهم السادة الدكاترة: - د.أحمد عبادي (الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء). - د.محمد الحافظ الروسي. - د.عبد الرحمن بودرع. - د.عبد اللطيف شهبون. - د.محمد عبد الواحد العسري. - د.أحمد هاشم الريسوني. - د.سعاد الناصر. - د.جمال الدين بنحيون. - د.حميد العيدوني. - د.عبد الهادي أمحرف. وفي كلمة عن طبيعة العروض التي ستُقدم في هذا اليوم الدراسي وأهميتها يقول رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي الدكتور محمد الحافظ الروسي: "الذي يهم معظم العروض التي سوف تقدم في هذا اليوم هو الجانب البلاغي، وما يمكن أن تساهم به البلاغة في هذا المجال. والذي يهم البلاغي في ظاهرة التطرف ليس وصفها، ولا بيان تهافتها، ولا الرد عليها، ولا بيان أصولها، وأيضا فإنه لا ينظر في أثرها في الناس، وسلوكهم، وفكرهم. فهذه الأشياء يقوم بها عالم الاجتماع، وعالم النفس، والمفكر، والفيلسوف. وإنما هَمُّ البلاغي أن ينظر في أثر التطرف في اللغة، وفي كلام المتكلمين، وفي أثر التطرف في الكلام من جهة صناعة العنف، والدعوة إليه، أو إخفائه، وإظهاره على غير صورته، وما يستعمل في ذلك من أدوات البلاغة وحيلها، وتفكيكه، ورفع ما تخفيه الحيل البلاغية فيه من أوهام، وكشف نسق استعاراته، وما يخفيه هذا النسق من اختزال لنظرة المتطرف لنفسه وللآخرين، وتحليل أدوات الإقناع والتأثير في هذا الخطاب، وبيان عمود ألفاظه المستعملة، التي هي مفاتيح دعوته، وما بين الصور المستعملة في هذا الخطاب وبين ما يصاحبها من استعارات من علائق وشيجة، وما يترتب عن ذلك من تأثير، وبيان أنواع المتلقين، وأثر هذا الخطاب من جهة البلاغة في كل نوع منهم، وعن الرموز والاستعارات وطرق صناعتها، وتصور الفضائل بها، وتحسين القبيح، وتقبيح الحسن بوساطتها، إلى مثل هذه الأمور والقضايا التي قَلَّ الالتفات إليها في عالمنا العربي، مع خطورة ذلك، وشدة أهميته، ومع أن البلاغي وحده من يستطيع أن يدرس أثر التطرف في النص الذي ينتجه التطرف، ثم أثر النص في توسيع دائرة التطرف، وترسيخها في النفوس والأذهان، وهو من يملك أن يسلب النص المتطرف قوته من أهون سبيل".