احتضنت العاصمة الاسماعلية مكناس مساء السبت 17 شتنبر 2016 بقاعة غرفة الصناعة التقليدية حفل توقيع الديوان الاول للشاعرة المتألقة الدونكيوشة رجاء قيباش التي اختارت له عنوان: " صرخة قلب محتضر" بحضور جمهور عريض من القراء و الشعراء و الشاعرات والنقاد والناقدات الذين حجوا من مختلف ربوع المملكة ،ومن أسرة التعليم، ومن مختلف فعاليات المجتمع المدني بمكناس. وقد تنوعت فقرات الحفل بين قراءات ومقاربات نقدية واصفة، أضاءت جوانب الديوان، القاها على مسامع الحضور لفيف من النقاد : الدكتور عبد الرحمان بنونة، الاستاذة مالكة عسال، الاستاذة سميرة جودي، والاستاذ الباحث محسن الطيبي. وبين قراءت شعرية أمتعت الذائقة السماعية للسادة الحضور من خلال قراءات للمحتفى بها الاستاذة رجاء قيباش و أيضا لرتل من الشعراء والشاعرات بقصائد ترنح لها المجمع وطربت لها القلوب. صرخة قلب محتضر ديوان شعري رصين يستوعب تجربة المرأة المغربية التي تستطيع بقوة الارادة أن تجد لها مساحة أمل بالرغم من إكراهات الحياة اليومية واستبداد الوجع والالم والجراح. تأبى هده المرأة إلاِ ان تشعل شمعة بدلا من لعن الظلام بنفس قوي واصرار رهيب. فالصراخ في هذا العمل الادبي وفي هذه التجربة القيباشية المتفردة هو صراخ أمل لا صراخ ألم. هو صراخ صريح بالرفض لكل مظاهر الهزيمة واشكال الخنوع والاستسلام للمرض... للفراق... للوداع... فهذا الصراخ لهذا القلب هو بمثابة طاقة كهروحياتية تنعش قلبها بنبض الامل. فإذا كان المولود يستقبل الحياة بصرخة، فالشاعرة رجاء تتشبت بالحياة بنفس الصرخة، بوصفها إحساس بالحياة، إحساس بالوجود. نوع من العقلانية القيباشية على غرار العقلانية الدكارتية ( أنا أصرخ فأنا موجود). تقول في إحدى قصائدها بعنوان انتفاضة امرأة ص 107 من الديوان: قد قررت الآن توديع أيام معجونة بالذل والهوان سأسبح في نهر الفرحة السلسبيل وأرفض لاحلامي مبدأ التأجيل وتقول ايضا في قصيدة أخرى تحت عنوان " تحدي القدر" ص 95 من الديوان: قم ياسجين الوهم وابحث عن ضوء القمر قم وانتفض فلابد ان يستجيب القدر. وهنا لابد ان اشير الى هذا التناص الجميل والمستساغ من قصيدة الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة ....فلابد ان يستجيب القدر. ديوان " صرخة قلب محتضر" نص شعري جاء مشحون بكمياء القلق والحب والعشق والوجع، موسوم بغموض واضح يؤكد أننا بصدد نص لا يكشف عن ذاته بسهولة، حيث أنه من طبيعة هذه العناصر مجتمعة ان تمارس على المتلقي نوعا من الارباك والتوتر... وبالتالي يمكن إعتبار هذا العمل الادبي الشعري القيباشي قيمة مضافة، تنضاف الى الخزانة الادبية المغربية، والادب العربي على وجه العموم.