تحتضن مدينة تيزنيت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان "تيميزار" للفضة، من 28 يوليوز إلى 2 غشت 2016، تحت شعار: "الصياغة الفضية.. هوية، إبداع وتنمية". وتتميز نسخة هذه السنة بعزم إدارة المهرجان على تطوير فضاء أرحب للحرفيين والصناع التقليدين من خلال تحويل معرضها السنوي، إلى فضاء بمعايير دولية عبارة عن خيمة عملاقة تتيح لعارضين تقديم آخر صيحات الصياغة الفضية، و تمكن زوار المدينة من الوقوف على المنتوجات التقليدية والعصرية المحدثة في مجال الصياغة الفضية، كما انفتحت إدارة المهرجان على باقي الحرف اليدوية والتقليدية التي تتميز بها الصناعة التقليدية المغربية، عبر توفير فضاء خاص للصناعات التقليدية المغربية، في إشارة إلى انفتاح المدينة على المنتوجات الحرفية لباقي المدن المغربية. ويهدف المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار وبدعم من المجالس المنتخبة وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، كما يعتبر منشطا للحركة الثقافية بالمنطقة ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية فبعد 6 دورات من النجاح الجماهيري والالتزام المستمر، أصبح مهرجان تيميزار، الذي يتزامن هذه السنة مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد، موعدا ثقافيا وفنيا قارا في أجندة المهرجانات النوعية التي تحتضنها مختلف جهات المملكة، حيث تطور المهرجان كثيرا، منذ أن انطلق عام 2001، مشروعا متواضعا، ليصير اليوم أحد أرقى وأبرز المهرجانات فيالمغرب. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة، وإحياء أمسيات رائعة في الغناء والرقص، وعرض للأزياء والحلي المحلية، وندوات علمية ستناقش هذه السنة قضايا التعدين في الوثائق المخزنية خلال القرن 19، إلى جانب الحلي في الشعر المغربي الأمازيغي، وموضوع "الفضة والحضور القوي في الحياة الفنية السوسية" وقضايا التعدين والحلي في النوازل الفقهية السوسية. وسيرا على عادة المهرجان، الذي سبق أن عرض في حفل الافتتاح للدورات الماضية، أكبر خنجر مرضع للفضة، ثم أكبر قفطان مرصع بالفضة، وأكبر "خلالة" مصنوعة من الفضة، تتفرد الدورة السابعة بعرض أكبر باب مرصع الفضة، كاعتراف بالموروث العمراني لمدينة تيزنيت حيث تعد الأبواب السبعة المشكلة له إحدى أبرز الخصوصيات الثقافية والمعمرية للمدينة. ويشكل باب الفضة، المصنوع من الخشب بطول مترين وعرض متر واحد والذي يحتوي على أكثر من 5 كليوغرامات من الفضة، تحفة فضية استعمل في انتاجها عدد من التقنيات "كالتخرام" و"النقش" والطلاء الزجاجي وتقنية "النيال" الذي أنتجت إدارة المهرجان شريطا للتعريف بها لكونها تقنية عبرية ارتبط وجودها بالمنطقة بتواجد اليهود المغاربة، حيث تعرضت للنسيان بسبب هجرة اليهود المغاربة، وعدم نقلها للحرفيين المغاربة، بالإضافة إلى تقنية "الفيلغرام". وفي الجانب الرياضي، برمجت إدارة المهرجان النسخة الثانية من طواف الفضة المنظم تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لسباق الدرجات عصبة الجنوب وبشراكة مع جمعية نادي “أمل تيزنيت” لسباق الدراجات، حيث ستمتد المرحلة الأولى على المدار الخارجي لتيزنيت ثم منطقة الخنابيب و أولاد نومر ذهابا وايابا على مسافة 80 كلم، فيما تنطلق المرحلة الثانية من المدار الخارجي لتيزنيت في اتجاه شاطئ أكلو ودوار سيدي بوالفضايل عبر ميناء كريزيمو مرورا بجماعة أربعاء الساحل وصولا مدينة تيزنيت على مسافة 100 كلم، فيما ستجري المرحلة الأخيرة في مدار مغلق وسط تيزنيت عبر شارع محمد الخامس (محطة سيارة الأجرة الكبيرة أكلو + مقهى تيتانيك). وتعود عروض "التبوريدا" للمهرجان، إيمانا بالفرجة الأكثر شعبية، بمشاركة أبرز سربات التبوريدة المحلية والجهوية على مدى ثلاث أيام يصاحبها تنشيط فني من تقديم ديدجي سرحا بساحة التبوريدة بشارع 30، كما جرى تخصيص جائزة التباري يشرف عليها ثلة من حكام في هذا الفن الأصيل تسلم للفئة من المشاركين وفق معين معتمدة تشجيعا على العطاء والإبداع. ومن أبرز نجوم الغناء الذين سينشطون دورة هذه السنة، الفنان أمير إيهاب الذي سيفتتح سهرات المهرجان الممتدة على ثلاث ليالي، فيما سينشط عميد الأغنية الشعبية عادل الميلودي السهرة الثانية ليتربع المغني الشاب الدوزي على خشبة السهرة الختامية، إلى جانب عدد من الفرق والأسماء الفنية المحلية، من بينها الحسن بزنقاد والفنانة "شيفا". وفي إطار انفتاحها عن تجارب بلدان أخرى في مجال صياغة الفضة، تشهد الدورة الحالية مشاركة تونس، كضيفة شرف، إضافة إلى فرنسا وعدد من الدول الإفريقية. ويتوقع المنظمون أن يفوق عدد الجمهور، الذي سيتابع فقرات الدورة السادسة لمهرجان الفضة، على امتداد أربعة أيام، 200 ألف متفرج، كما كان الشأن خلال الدورة الماضية. ويكرس مهرجان "تيميزار" مدينة تيزنيت كعاصمة لصياغة الفضة بالمغرب، إذ تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة، وتحتضن ما يناهز 150 محلا متخصصا في بيع الحلي.