شكلت الأمسية الشعرية الباذخة التي أحضتها فضاء الطرق الأربع (بودركة سابقا) بخريبكة، ليلة السبت 28 ماي الجاري، مرآة حقيقية لبوح شعري حالم، أبدعته حناجر أسماء شعرية عربية، ما حول اللقاء إلى ضفة للإبداع تينع بفيض مشاعر تضيئها نجوم الأحلام. وتناوب على منصة البوح الشعري في هذا اللقاء، الذي يندرج في اطار ملتقى الثقافة العربية الرابع، الذي ينظمه منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بتنسيق مع فرع اتحاد كتاب المغرب، نخبة من المبدعين، والذين جعلوا من النضم الشعري، مزامير ساحرة تنوعت نبراته وإيقاعاته، لترتقي بالمتلقي إلى سماء أضاءت بالسحر الشعري الجميل، ما حول خريبكة إلى عاصمة للشعر رغم الغبار والجراح والمواجع. وأكدت تصريحات متفرقة في اللقاء الشعري الذي نشطه بنجاح وتميز، الفنان والمسرحي عبد الرحيم العاشري والشاعرة أمينة حسيم، وتابعه ثلة من الإعلاميين من داخل وخارج المغرب، على نجاح غير متوقع للدورة الرابعة بكل ما تحمله الكلمة، وعلى قيمة هذه الأمسية، التي جمعت الشعراء في هذا المربض الشعري، الذي ساهم في خلق دينامية إبداعية وشعرية حقيقية. وأضافوا ان الأمسية الشعرية شكلت مناسبة حقيقية لتكريم الكلمة الموحية، واكتشاف المواهب الشعرية في المنطقة المغاربية بالخصوص، وكلها تجارب شعرية، تدرك جيدا كم جميل هذا الشعر الذي، يلامس في ثناياه قضايا وجدانية ومجتمعية وروحية واناسنية وكونية. وشارك في هذه الأمسية المتميزة، التي امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، والتي تخللتها وصلات موسيقية شاعرية، كل محمد محضار، وحسن عبيدو، وفاطمة غزالي، وعبد الكريم عباسي، فضلا عن محمد محقق وياسمين الحاج، ونون ولد باهي، رشيد فقري وعبد الرحيم الوادي. وقدم المصطفى الصوفي بالمناسبة قصيدة شعرية بعنوان"جمعتني بك بلية الشعر" تكريما لروح الشاعر المغربي الراحل عبد الحفيظ لمريح، والذي ترك وراءه ديوانا شعريا يتيما، صدر ضن منشورات وزارة الثقافة بعنوان" هديل الأطياف"، فيما تلت الشاعرة ام سناء، قصائد شعرية راقية تنضح بحس عربي وقومي، تمتد أطيافه من فلسطين والعراق إلى تخوم الروح، حيث الجراح والأحلام والأمنيات. كما رحل الشاعر محمد بلقس بالمتلقي عبر قصيدتين غاية في الإبهار، حيث فيهما سافر وهو ربان طائرة، بالجمهور إلى سماوات حالمة، تينع بسحر العاطفة، ونبض الفؤاد، وكسر الخاطر، حين تعشق الروح شبيهها في الحلم، وفي القرب والبعاد. هكذا خلقت هذه الأمسية الشعرية العربية الحدث، أمسية تميزت أيضا بمشاركة اصغر شاعرة فصيحة، فكانت محطة إبداعية وثقافية ناجحة، ضمن فقرات الملتقى ككل، ساهم فيها حسن التنظيم، وحميمية اللقاء ونوعية المشاركين، ما يبرز ان مدينة خريبكة الى جانب تظاهراتها الفنية والثقافية، كسبت رهان تظاهرة ثقافية أخرى ناجحة وحقيقية، تخدم الثقافة والتنمية في بعدها الوطني والعربي والدولي. كما شهدت امسية الدورة التي احتفت في الافتتاح بالمفكر عابد الجابري، تكريم كل من الفنان والمبدع ادريس الطلبي والدكتورة العالية ماء العينين، والكاتبة حميدة نعنع، كما تعرف فقرات متنوعة اخرى تروم ترسيخ قيم الثقافة كجسر للعبر نحو الوحدة والتضامن والتنمية.