لا تنادي لا أحد يسمعك غير منازل طينية قديمة شبعت من حكايات البشر وشاخت من الذكريات فأن سمعت زقزقة العصافير لا تحسبه غناء بل مراثي كربلائية وفي الصمتِ المقدّسِ تجلس أيها الشاعر تتأمل فيجيء صوتك من جرار الحزن باحثا عن القبس الإلهي الغروبُ يَدْفنُ الجبالَ في الظِلّ ومرآة تَعُومُ في الفراغِ الأخضرِ الغامقِ، ضوءها يعكس حزن أطياف الأزقة المهجورة وفي أحشاء السحبِ الزرقاء الباردة تَنْمو أعشاب معطرة عديمة الشعور يطل القمر يَتباطأُ يصرخ: جِئتُ إلى هذا العالم قبل آلاف السنين وأخيراً تعبت لم أعد قادراً على رُؤية الوجوهِ القديمةِ فالشوق يَنْمو أكثرَ افتراسا من ذي قبل والروح الحزينة ثملة بالسفر مشتاقة للوطن البعيد وسرعان ما يمضي بدون توقّف ِيتلاشى كرائحة البُخور منطلقا إلى سماوات أخرى وبشكل مفاجئ تراه في خيمة التصوف يحتسي قهوة الشعر فإذا بالأرض والسماء والعالم بأكمله يفوح برائحة وردِ وذلك الحبِّ السوداويِ وتلك الأحلامِ المُظلمةِ تطير في سماء الشعر قصائد