توفى الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني، بمستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة حيث كان يرقد في مركز رعاية القلب المفتوح منذ منتصف أغسطس/آب الماضي. وكان الغيطاني يعاني من ارتشاح في المخ، ومكث على أجهزة التنفس الصناعي مُنذ دخوله المستشفى، الذي نُقل إليه في حالة متأخرة، وذلك بعد أن توقفت عضلات قلبه تمامًا. ولد جمال الغيطاني في جهينة، أحد مراكز محافظة سوهاج ضمن صعيد مصر، في 9 مايو/أيار عام 1945، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن كتخدا، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية، وفي عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية. وتعرض الغيطاني إبان ولاية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للاعتقال بضعة أشهر بسبب نشاطاته السياسية. وفي عام 1969، استبدل الغيطاني عمله ليصبح مراسلا حربيا في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد 11 عاما وبحلول عام 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم. قام الغيطاني بتأسيس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير. للغيطاني أعمال روائية وقصصية لافتة، منها: "الزيني بركات" و"متون الأهرام" و"التجليات" و"حكايات المؤسسة" و"سفر البنيان" و"أوراق شاب عاش ألف عام" و"خلسات الكرى" و"المجالس المحفوظية" وغيرها. وعرف الغيطاني بتصريحاته المعارضة لبعض رموز نظام الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك مثل وزير الثقافة "فاروق حسني" وأمين عام الحزب الوطني "أحمد عز"، كما هاجم الإخوان المسلمين بعد تولي محمد مرسي رئاسة مصر، وأصبح مؤيدا قويا للرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أطاح بمرسي في تموز/يوليو 2013. وقد حصل الغيطاني على جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 2005، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007، وترجمت أعماله السردية إلى لغات متعددة.