توفى صباح اليوم الاحد عن عمر ناهز السبعين عاما الروائي المصري جمال الغيطاني صاحب روايتي "الزيني بركات" و"حكايات الغريب" بعد صراع مع المرض اثر اصابته بوعكة صحية ادخلته غيبوبة لاكثر من ثلاثة اشهر. وقالت زوجته الصحافية ماجدة الجندي لوسائل اعلام محلية ان الغيطاني "توفى صباح الاحد في مستشفى الجلاء العسكري". وكان الراحل من ابرز الروائيين، الذين التفوا حول الحائز على جائزة نوبل للاداب عام 1988 الراحل نجيب محفوظ وخصوصا في مجالسه الاسبوعية الشهيرة. وولد الغيطاني, صاحب رواية "الزيني بركات" التي تعتبر الاهم بين اعماله, في بلدة جهينة في محافظة سوهاج عام 1945 وانتقل وعائلته الى القاهرة حيث دخل معهدا لصناعة السجاد الشرقي الامر الذي اثر في رؤيته الجمالية للفن الاسلامي. وكان بدأ كتاباته الادبية القصصية والروائية مطلع الستينات عندما نشر اول قصصه القصيرة في مجلة "الاديب" اللبنانية عام 1963 . وقد ضاعت بعض اعماله قبل نشرها اثر اعتقاله عام 1966 بتهمة الانتماء الى احد الاحزاب الماركسية ابان فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث امضى ستة اشهر في المعتقل. ورغم عمله في الصحافة كمراسل حربي في صحيفة الاخبار منذ 1969 حتى 1974 , لم يتوقف الغيطاني عن الكتابة وانتقل بعدها ليتولى رئاسة قسم الثقافة حتى عام 1993 عندما اطلقت مؤسسة اخبار اليوم اسبوعية "اخبار الادب" واوكلت اليه رئاسة تحريرها حتى تقاعده العام 2011. وحول الغيطاني معايشته وتغطياته كمراسل حربي في معركة السويس خلال "حرب اكتوبر" الى عمل ادبي هو "حكايات الغريب" الذي اصبح فيلما سينمائيا. ومن ابرز ابداعات الغيطاني رواية "الزيني بركات" التي تحولت الى عمل درامي تلفزيوني انتقد فيها نظام الحكم البوليسي وتضمنت كتابته الادبية انتقادات مختلفة لنظام الحكم مثل البيروقراطية في رواية "حكايات المؤسسة". وقد ترجم العديد من رواياته الى لغات اوروبية مثل الانكليزية والفرنسية والالمانية والايطالية والاسبانية. الى ذلك, عارض اليغطاني الرئيس الراحل انور السادات والاتفاقيات التي وقعها مع اسرائيل واستمر بانتقاد النظام ومهاجمة بعض رموزه خلال حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك. وعرف عنه خصوصا مهاجمته وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني والامين العام للحزب الوطني المنحل احمد عز. واصبح الغيطاني من مؤيدي قائد الجيش السابق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي اطاح بمرسي في يوليوز 2013. والغيطاني بين الروائيين البارزين في جيل الستينات الى جانب الراحلين محمد البساطي وخيري شلبي، بالاضافة الى صنع الله ابراهيم وغيرهم. ومن المؤلفات الاخرى للغيطاني "متون الاهرام" و"سفر البنيان" و"اوراق شاب عاش الف عام" و"خلسات الكرى" و"المجالس المحفوظية" وغيرها. وحصل الغيطاني خلال مشواره الادبي على عدة جوائز ادبية اهمها "النيل" ارفع الجوائز التي تمنحها مصر وجائزة الشيخ زايد في الامارات العربية المتحدة. ونعى مجلس الوزراء الغيطاني في بيان مؤكدا انه "ساهم بدور كبير في اثراء مجال المقال والقصة القصيرة والرواية, بأسلوبه الأدبي الفريد, ورؤيته الفكرية الواسعة". كما نعى وزير الثقافة حلمي النمنم الراحل ببيان تضمن الاشادة بروايات الغيطاني التي "ابحرت في التاريخ ورصدت دهاليزه وأبعاد ما وراء الوقائع والأحداث فأصبح فهم وقراءة التاريخ من خلال أعماله الأدبية سهلا يسيرا على عامة الناس". واضاف البيان ان "حكايات الزيني بركات وحكايات الغريب وغيرها من اعماله لا زالت حية بين العامة والخاصة من أهل الفن والثقافة". كما اصدر المجلس الاعلى للثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الكتاب المصريين واتحاد الكتاب العرب بيانات نعي تضمن الاشادة بابداعات الراحل. وستنطلق جنازته من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة الاسلامية التي عشقها وكان من ابرز العارفين بتفاصيلها خصوصا انه عاش فترة صباه وشبابه في منطقة الجمالية الشعبية هناك.