تحت شعار " الفيلم التربوي رهان لإشراك السينما في الفعل التربوي " ، نظم نادي المسرح والسينما بتازة ، بدعم من وزارة الإتصال وجهات أخرى ، الدورة الثانية للمهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق من 11 إلى 13 شتنبر الجاري . وقد تميزت هذه الأيام الفنية والثقافية الثلاثة بتحقيق الجهة المنظمة لأغلبية الأهداف المسطرة من قبلها عبر برنامج متنوع ومتكامل جمع بين الفرجة الفيلمية (عروض أفلام في الهواء الطلق ) والمتعة الموسيقية (أغاني ومعزوفات في حفلي الإفتتاح والإختتام) والنقاش الثقافي (الندوة الوطنية حول " الفيلم التربوي القصير : الواقع والآفاق ") والتكوين السمعي البصري (ورشتي التصوير الفوتوغرافي والسينمائي والمونطاج) وترسيخ ثقافة الإعتراف (تكريم وجوه فنية وثقافية وازنة وتنظيم معرض للوحات تشكيلية من إبداع الفنان أحمد قرفلة وتقديم وتوقيع كتاب " محمد مزيان : سينمائي وحيد ومتمرد ") والإستكشاف السياحي (زيارات لبعض معالم المدينة والنواحي) ... تنوع في فضاءات المهرجان : تم انتقاء فضاءات مناسبة جدا لتنفيذ برنامج دورة 2015 ، فحفل الإفتتاح وعرض المجموعة الاولى من الأفلام المبرمجة (مساء الجمعة 11 شتنبر) ومعرض لوحات الفنان أحمد قريفلة والورشتان التكوينيتان من تأطير شرف بن الشيخ وطارق توفيق (صباح السبت 12 شتنبر) احتضنها فضاء نادي التعليم ، في حين احتضنت غرفة التجارة والصناعة والخدمات (بعد زوال يوم السبت 12 شتنبر) الندوة الوطنية حول موضوع " الفيلم التربوي القصير : الواقع والآفاق " بمشاركة الأساتذة محمد الحبيب بلمهدي وأحمد سيجلماسي ومحمد فراح العوان ويوسف الخروفي وتنشيط الدكتور بوجمعة العوفي (الشاعر والناقد الفني المعروف) ، كما احتضنت نفس الغرفة بعد ذلك مباشرة حفل توقيع كتاب أعده أحمد سيجلماسي بعنوان " محمد مزيان : سينمائي وحيد ومتمرد " ، وقد قام بتقديم هذا الكتاب الجديد ، الصادر في ماي 2015 ضمن منشورات جمعية النادي السينمائي سيدي قاسم ، الأستاذ والكاتب والصحافي المعروف عبد السلام انويكة . أما المجموعة الثانية من الأفلام المبرمجة فقد تم عرضها ليلة السبت 12 شتنبر بكل من حديقة 20 غشت وحديقة جنان السبيل الجميلتين والمفتوحتين . وتمثلت مفاجأة اليوم الثالث والأخير من أيام المهرجان في احتضان " مسرح تازة " ، وهي معلمة جديدة وجميلة تابعة لوزارة الثقافة ، لأنشطة حفل الإختتام الليلية التي شملت ، بالإضافة إلى الفواصل الموسيقية والأغاني وتوزيع شواهد المشاركة وأدرع المهرجان على الضيوف المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الفتية ، تكريما لأربعة أعلام ومبدعين من تازة هم تباعا الفنان التشكيلي العالمي أحمد قرفلة والشاعر والكاتب المتعدد المواهب جلول دكداك والبطل الرياضي العالمي إدريس كوراد (المعروف بلقب " دالاص ") والفنان الموسيقي الاستاذ عز الدين لحرش. اللقاء الصحافي ، تقليد محمود : احتضن فندق أمين عشية الأحد 13 شتنبر لقاء صحافيا نشطه الكاتب والصحافي الأستاذ عبد الإله بسكمار وشارك فيه بتدخلات وإجابات ومناقشات ثلة من ضيوف المهرجان والمثقفين والصحافيين المحليين وأعضاء المكتب المسير لنادي المسرح والسينما (الجهة المنظمة للمهرجان) ... تمحور هذا اللقاء حول تقييم حصيلة دورة 2015 للمهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق للوقوف على نقط قوتها ونقط ضعفها وعلى الإكراهات التي واجهت المنظمين أثناء الإعداد لبرنامج الدورة الثانية ولحظة تنفيذه ، بغية الخروج بتوصيات من شأن تنفيذها أن يساهم في تطوير هذه التظاهرة السينمائية مستقبلا . وهذا اللقاء الصحافي في حد ذاته تقليد محمود وإيجابي ينبغي ترسيخه ، فبدون نقد ذاتي وبدون نقد بناء لا يمكن لأي تظاهرة أن تتطور وتستمر . ومما يحسب للمنظمين أنهم كانوا صرحاء وشفافين وصادقين في تعاطيهم مع أسئلة الصحافيين والفنانين والنقاد الحاضرين ، لقد اعترفوا بتقصيرهم في بعض الأمور وشكروا كل من ساهم معهم من قريب أو بعيد في إخراج هذه الدورة الجديدة إلى حيز الوجود رغم قلة الإمكانيات المادية والغياب شبه المطلق لأي دعم معنوي من قبل السلطات والمؤسسات المحلية ومكونات المجتمع المدني . ولم يفتهم التذكير بأن التوقيت الإستثنائي لهذه الدورة المتزامن مع الدخول المدرسي والإنتخابات المحلية والجهوية كان له بعض الإنعكاس السلبي على عدد المستفيدين من أنشطة المهرجان مقارنة مع دورة سنة 2013 ، التي نظمت في شهر يوليوز وتابعها عدد كبير من سكان تازة وزوارها . وفي الأخير ثمن الحاضرون المجهودات الجبارة التي قام بها فريق المهرجان ، الذي ضحى أعضاؤه بوقتهم ومالهم وفكرهم من أجل ترسيخ هذه التظاهرة الفنية بمدينتهم التي تفتقر للقاعات السينمائية بعد إغلاق القاعات الأربع التي شهدتها في تاريخها السينمائي وهي : كوليزي وأطلس و فريواطو وماجيستيك ...، فتحية احترام وتقدير للدكتور المدني عدادي (رئيس نادي المسرح والسينما والمدير الفني للمهرجان) وفريقه المنسجم والمتكامل ولكل أصحاب النوايا الحسنة الذين لم يبخلوا على مدينتهم بدعمهم المادي والمعنوي .