عتبة ديوان "الإقامة في القصيدة" لدار الشعر بمراكش، نسج "جملها الموسيقية"، على آلة الكمان، الفنان ياسين الرازي.. خطت مقامات الشجن، في مفتتح إقامة جديدة اقترحتها الدار على عشاق الشعر ليلة الأربعاء الماضي (21 يونيو)، نفسا متجددا للإنصات لرواد القصيدة المغربية ومؤسسي أفقها الجمالي والرؤيوي.. في لقاء متجدد شكل ديوانا مصغرا لألق الشعر المغربي.. كانت قصائده: محمد علي الرباوي ومليكة معطاوي ومحمد عنيبة الحمري.. وبعض من إشراقات المستقبل: آمال الغريب وزينة بوحيا وحمزة الحازوم.. في رحاب دار الشعر والشعراء.. بمراكش.. محمد علي الرباوي: مقام الترحال السندباد يأتي برا..، هنا في إقامته حيث القصيدة ترياق روحه.. والموسيقى غوايته الأولى.. جاء للشعر عن طريق الخطأ، ولعله أجمل خطأ ارتكب في تاريخ الشعر.. فمعه صار للشعر المغربي: رباوي.. فتح الشاعر دفاتره القديمة، "بريده" الذي وصل ليلة الإقامة في القصيدة.. شاعر "الترحال" وموسيقي الهوى و"رياحين الألم"، ظل مع الشعراء خارج المدينة الفاضلة.. لكنه شيد ضمن مسار طويل امتد من السبعينيات من القرن الماضي الى اليوم.. مدنا من الشعر.. أهدى للعصافير أحجارا فوارة.. وكان أول الغيث في الإقامة مواويل محمد علي الرباوي.. مقام مليكة معطاوي ولأنه مساء القصيدة في دار الشعر بمراكش.. وصلت الشاعرة مليكة معطاوي متأبطة "أسرار الظل الأخير".. قرأت بعضا من "اشتهاء الليل".. شاعرة تستريح تحت غيمة ظلال العاشقين .. تسابق خطوها اتجاه القصيدة.. هي حبيسة صدق وبوح.. لذلك اختارت بابا يؤدي للشعر مباشرة خارج الإطار.. للشاعرة مليكة معطاوي طريق أوحد.. وهي تقبض على الجمر.. أن تلج قداس ذاتها عبر أبواب الدهشة ومجازات القصيدة واستعاراتها.. و إن سألتم عن عنوانها.. فهي تقيم هنا في القصيدة، ومنها تصنع عالماً بحجم السماء... محمد عنيبة الحمري: مقام التفرد يأتي الشاعر محمد عنيبة الحمري من "داء الأحبة"، مرتويا ب"نجيع القصيد" محلقا بين رعشات الأمكنة حيث ظل الشاعر مقيما في أفق قصيدته.. الشاعر الذي لصيقا بقصيدته فاتحا أفقها على أسرار الدهشة.. تجربة شعرية مميزة في مشهدنا الشعري والثقافي المغربي، اكتشف "مهزلة الحب" مبكرا، لكنه ما لبث أن أبحر بشوق ليخط "مرثية للمصلوبين".. بحثا عن ترياق "داء الأحبة" متلمسا "رعشات الأمكنة"، حذرا من "سم هذا البياض" .. لينتهي هنا.. وعندما يخطئ الموت طريقه، يرتوي الشاعر بنجيع القصيد.. وارتوى عشاق الشعر في دار الشعر بسحر حروف الشاعر محمد عنيبة الحمري.. مقامات المستقبل ومن راهن الشعر الى مستقبله.. خصت دار الشعر بمراكش، في اختتام فقرتها "الإقامة في القصيدة"، لحظة وفاء اتجاه إشراقات التميز.. مع الشعراء .. آمال الغريب وزينة بوحيا وحمزة الخازوم، إشراقات شعرية تألقت هذه السنة وطنيا وعربيا. الشاعرة آمال الغريب، المتوجة هذه السنة بالمرتبة الأولى لمسابقة الشعراء الشباب، الدورة2/2023، والتي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وقد تم تتويج الفائزين في الدورة الأخير مطلع الشهر الجاري بالمعرض الدولي للكتاب والنشر في الرباط. الشاعرة زينة بوحيا، الزجالة المجذوبة بحوش الكلمة وحرقة المعنى.. والفائزة بالمرتبة الثالثة.. في مسابقة الشعراء الشباب، د2/2023. و "وجه آخر للنور"، ذاك هو الشاعر حمزة الخازوم، يشبه قصيدته والتي تم اختيارها ضمن القصائد الفائزة بالنشر في ديوان الرباط عاصمة الأنوار ضمن جائزة الإيسيسكو عاصمة الثقافة في عيون الشعراء.. تقاسم الرواد وشعراء المستقبل منصة اللقاء.. ببهاء الحضور في توقيع جديد .. لديوان جديد لدار الشعر بمراكش خصت به الدار عشاق الحرف وبهاء الكلمة، ومعها تثمر شجرة الشعر المغربي المزيد من بهاء الأفق وإخصاب مضاعف للجمال. التقى رواد القصيدة، في ديوان "الإقامة في القصيدة"، في "عرض" شعري وفني حي مفتوح مع الجمهور، يجمعهم أفق موحد، الإقامة بين مجازات الشعر واستعارته. ديوان جديد فتحته دار الشعر بمراكش لجمهورها، وخطوة أخرى على دروب لوعة الحرف وشجن البوح.. في تقاسم خلاق، بين أفق القصيدة، ومسارات ودروب ثمار شجرة الشعر المغربي. فقرة جديدة، واصلت من خلالها دار الشعر بمراكش ضمن برنامجها للموسم السادس، الانفتاح على أجيال وتجارب القصيدة المغربية الحديثة. خصوصا بعد لحظات الألق، والتي خطتها الدار ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر (الرباط2023)، بحرصها على تقديم أصوات شعرية تتناغم مع التنوع الثقافي والتعدد اللغوي المغربي.