مهما روج من مغالطات، وكثر من القيل والقال حول شباب الدارالبيضاء – بكل أحيائها.. – ..... يبقى مفعول القولة الدارجة المعاصرة..."الرجولة من الطفولة" يتردد صداه في الفعل الانساني والرجولي؛ النابع من تربية متجذرة في السلوك منذ نعومة الأظافر...أما في اللفظ الدارج لرواد فن الحلقة الشعبية... "كون ما كانوا الرجال ما اتفرجوا فينا الرعاوين..." أو " كن راجل يحبوك الرجال، -بالعودة للزمن المعاصر-: " الهضرة ساهلة الرجولة لي صعيبا" وبلغة المرحوم الفيلسوف توفيق رشد الفلسفة هنا والآن .... فالفلسفة لا تهمتم بما ينبغي أن يكون وإنما بما هو كائن...فهي ليست لها علاقة بما سواها ولا تفترض وجود شيء يسأل عنه حسب موريس بلانشو … وفي الحلقة الشطيبية كما يحلو لي تسميتها-نسبة لسوق شطيبة- والتي تفوق "الأغوار الاغريقية" -ليس بالمعنى المجازي –'. فعندما تتجول وسط ابداعات الحليقية البسطاء المليئة بالعمق، بل الاكثر عمقا رغم بساطتها: كالحكاية، علبة الصور المتحركة؛ لشخصيات سينمائية أو كارتونية ككغوتزيلآ آنذاك -على قد عرفي خلها جدي ملي كان قدي-، الغناء الساخر أو ما سيصطلح عليه بالparodie ، سويرتي الفيران... وغيرها سواء مع: " أحمد الطويل، العربي وابنته اسمهان ، أو من سبقهم مثل شيخ لحلايقيا خليفة…"، الذي يعد من الرواد المؤسسين بمنطقة 04 كما يحلو لشبابها تسميتها سواء؛ بمنطقة سيدي عثمان ومبروكة أو كل الاحياء المجاورة ....، فالحلقة تجعلك تعيش الحياة المرحة أو المعرفة المرحة العفوية باللغة النيتشوية، لكن تلك الابتسامات النابعة من الأشكال المختلفة للإبداع داخل هذا الفضاء الزاخر بالإبداع تحمل في طياتها آلالاما لا حدود لها و قهرا، نابع من القوة الارتكاسية، -على حد قوله في كتاب : جينيالوجيا الأخلاق... – التي تصوب للوراء لتقضي على أصحابها، و تحرمهم ذاتيا من السعادة ... – لكنها أي الحلقة،- تدخل البهجة في نفوس المقهورين بلغة حجازي في كتابه: التخلف الاجتماعي " مدخل لسيكولوجية الانسان المقهور". وهنا لن أقول إن جاز القول، بل سأصرح باعتقاد شخصي راسخ، ولربما كما يحلو للبعض القول من الرجعيين الذين لم يتخلصوا من فكر الوصاية، وحتى وإن كانوا يدعون افتراء الانفتاح والحداثة، سأتجرأ ... وأكرر قولا ذكرته قبل أربع أو خمس سنوات خلت..." ماشي لي فاتك بليلة فاتك بحيلة، لي فاتك بحيلة فاتك بليلتين ".... إذ ليس شرطا أن تعود لأمهات الكتب والأنساق كي تستطيع أن تبدع لأن ما ينبع من القلب يصل له مباشرة، ويكون أثره يتسم بالديمومة بلغة رائد النفعية الانجلوسكسونية جيريمي بنتانم. وحسب منهج الفيلسوف الكبير توفيق رشد رحمة الله عليه، الفلسفة مغامرة ... صحيح أنه لم يصرح، بها لفظا إلا أنه ظل يرددها باستمرار في محاضراته، وكذا في كتابه السؤال الفلسفي بل أبعد من ذلك يقر باستمرار...:"بأنه لابد لكل مجتمع من جنود ينتجون المعنى والفكرة والقيمة،" مادام يؤمن بأن الفلسفة محاربة للتفاهة والوضاعة في الفكر. يشير أيضا في نسقه الفكري لأهمية إحياء الصلة بين الاختصاصات، إذ يقول:" ...حينما ينتقل النص الأدبي إلى المسرح، وتصبح الفلسفة موسيقى، فالسيميولوجيا والأدب بل وحتى علم التشريح أسرة واحدة..."لأن النصوص الحية -على حد قوله-: هي النصوص المهاجرة...". كان يدعم موقفه هذا بحجج عديدة لا يسع الحديث للتفصيل فيها، بقول بن عربي: "هناك سفر منه، وسفر إليه، وسفر فيه وذاك السفر فيه هو سفر التيه والحيرة" فحياة لا توضع موضع تساؤل لا تستحق أن تعاش كما ذكر ذلك سقراط. لطالما سعى الفيلسوف و المفكر توفيق رشد أن يؤسس نسقه الفكري الفلسفي على الخلق و الابداع و الابتكار داخل اليومي والآني بل ضروري والأولي، وكما يصطلح عيه تحديدا باللفظ الفرنسي apriori ، و كأن لسان حاله ينطق بصوت غاستون باشلار -حينما عرف الفلسفة في لقاء صحفي قبل وفاته بسنوات قليلة بشقته الصغيرة التي توفي فيها بمونبوليي جنوبفرنسا-: بأنها تفكير بأفكار إبداعية ...، و الفيلسوف شخص عادي لا هو إله، أو إنسانا أعلى أو السوبرمان؛ الذي عبر عنه نيتشه -إن لم تخني الذاكرة- في كتابه: «ainsi parlait zarathoustra» في نسخته الفرنسية، أو الترجمة العربية هكذا تكلم زرادشت...