أكد حميد زيان مخرج سلسة "تيليلا"، التي يتواصل عرضها على القناة الامازيغية مساء كل يوم أحد، طيلة شهر رمضان المبارك، أن هذا العمل التلفزيوني يشكل قفزة نوعية في مجال الدراما التلفزيونية المغربية والعربية. وأضاف زيان في تصريح خاص، أن هذه السلسلة التي انطلقت الأحد الماضي وسط إقبال مهم من قبل المشاهدين، حيث تسمر لأربع حلقات مقبلة، تعتبر أول سلسلة درامية مقتبسة عن عمل روائي عالمي شهير بعنوان"إيما" كتب سنة 1815، لمؤلفته البريطانية دجين أوستين، مبرزا أن موضوع الرواية الشيق، شكل مادة قوية للفرجة، وشد انتابه المشاهدين بشكل كبير. وأثنى حميد زيان على سر وروعة هذه السلسلة، وهي من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون القناة الامازيغية، مؤكدا أنها تكمن في طريقة تكييفها من قبل السيناريست نرجس المودن، وجعل أحداث الرواية تتماشى وقيم وروح المجتمع المغربي في عصرنا الحالي. وأكد أن السيناريست نرجس المودن، توفقت إلى حد كبير، في استلهام مضامين وروح الرواية الانجليزية القديمة، وإسقاطها على قضايا مجتمعية مغربية، تكون فيها المرأة والأسرة هي المحور، مبرزا أن هذا العمل الدرامي الرومانسي وظفت فيه كل الطاقات والإمكانات الفنية والأدبية لجعله مبهرا وجذابا. وقال" أن الجميل في هذه السلسلة، هو أن نص الرواية المقتبس منها، كتبتها امرأة، وان السيناريست امرأة، ومنفذة الإنتاج امرأة ومديرة الإنتاج امرأة، وموضوع السلسلة يتمحور حول المرأة، فضلا عن الحضور الوازن للممثلات في التشخيص، ما يعني أن العمل برمته هو تكريم للمرأة، واحتفاء بدورها الكبير في الحياة والمجتمع، في ظل أجواء ذكراها العالمية. واعتبر "تيليلا"، مرآة إبداعية تعكس ما تستحقه المرأة، خاصة أنها تعالج قضايا تخص صراع الخير والشر، والحب والغيرة، مؤكدا أن السناريست نرجس عاشت مع بطلة الرواية، واندمجت فيها وجدانيا واجتماعيا، فكانت مقتنعة بالعمل الى ابعد الحدود، وتتبعت أدق تفاصيله أثناء وبعد التصوير، حتى يخرج الى الوجود بشكل جيد، مما يعكس نجاحه. وشدد على أن السلسلة التي جمعت نخبة من الممثلين والممثلات المحترفين، أبرزت في العمق قيمة المرأة المغربية القوية بأفكارها، بسلطتها وبدورها الكبير في المجتمع، لبناء أجيال المستقبل، تدافع عن حقها ولا تتنازل بسهولة، وهي التي تنافس الرجل في كل الميادين. وأضاف في هذا السياق، أن المرأة المغربية كانت وما تزال قوية عبر التاريخ، من خلال بصمات أسماء بارزة كانت مركز القرار، في مجالات عدة، كفاطمة الفهرية مؤسسة جامعة القرويين بفاس، وزينب النفزاوية، وخناتة بنت بكار وغيرها، موضحا أن " تيليلا" كرست معطى الاحتفاء بالمرأة، خاصة الامازيغية الأطلسية، ومن خلالها باقي الامازيغيات، عبر دراما ممتعة، قدمتها في صورة جميلة غير تلك الصورة الضعيفة والكلاسيكية. ومن الناحية التقنية، أكد المخرج، أن سلسلة "تيليلا"، تم تصويرها بأحدث التقنيات المتطورة والعصرية، والتي عادة ما يتم استعمالها في تصوير الأفلام السينمائية وبفريق تقني محترف، وفي ظروف ممتازة، مما يبرز جمالية وقوة العمل، على مستوى الصوت والصورة والإخراج بشكل عام. واعرب زيان بالمناسبة عن اعتزازه وافتخاره بالاشتغال مع الشركة الوطنية سواء عبر قناة الامازيغية، من خلال " تيليلا" او قناتي الثانية والعيون، لأنه ابن الدار خصوصا وانه قضى أزيد من 20 سنة، داخل فرقة التمثيل لدار الإذاعة والتلفزة المغربية كممثل ومخرج مع الرعيل الأول ومؤسسي الدراما المغربية، وبالتالي فان اخراج " تيليلا" يعد ثمرة هذا التعاون والوفاء لمؤسسة ذات قيمة عالية واحترافية كبيرة.