أسدل الستار الليلة ما قبل الماضية (السبت)، على فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وذلك بتتويج الفيلم المغربي"سبتة ثقافات متعددة" لمخرجه إدريس الريفي التمسماني، بجائزة الجزيرة الوثائقية وهي الجائزة الكبرى. ويحكي الفيلم ومدته 52 دقيقة، قصة مدينة سبتة التاريخية، بهوية متعددة، المدينة التي تمتد على مساحة 19 كيلومتر مربع في الشمال، تتعايش فيها الكثير من الديانات والثقافات، وتعيش بين جنباتها طوائف ونحل، فرقتهم المعتقدات، ووحدتهم وجمعتهم المدينة، كفضاء وتاريخ وذكريات وهوية، هذا الفضاء الجميل، الذي يستمد فلسفته في التعايش والعيش بسلام وأمان من روح العالم والمفكر والفيلسوف الشريف الإدريسي. وفاز بجائزة أحسن تصوير فيلم" أوتار مقطوعة" لمخرجه الفلسطيني احمد خميس، وهو فيلم يتحدث عن أطفال غزة المحاصرة، والذين تبدلت أفكارهم الجميلة، بأفكار مشوشة من صنع الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ومقاومة هؤلاء الاطفال للتخلص من تلك الحالة. هذا الشريط الفلسطيني، ومدته 26 دقيقة فاز أيضا بجائزتي لجنة التحكيم، والنقد، فيما تم التنويه بفيلم" اسبانيو المغرب" لمخرجه الاسبانية باولا بلاسيو، والذي يتحدث عن قصة الشعب الاسباني في المغرب، وهي فرصة تلاحم الدولتين والشعبين الجارين، اللذين تجمعهما قواسم مشتركة في التاريخ والجغرافيا والثقافة. وعادت جائزة الإخراج، لفيلم" آذان في مالطا" لمخرجه المغربي، رشيد قاسمي، فيما نوت لجنة المسابقة الرسمية بفيلم" العائدون" لمخرجته الفلسطينية الكندية تغريدة سعادة، والذي يسلط الضوء على معاناة المئات من الصحراويين المغاربة القاطنين في مخيمات العار بتندوف ورحلة الرجوع إلى الوطن الأم. وبالنسبة لمسابقة أفلام الهواة المغربية، عادة جائزة المجمع الشريف للفوسفاط، للمخرجة فدوى علواني عن فيلمها" اسم الشهرة سهير"، وجائزة مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير لفيلم" اركال" لمخرجه خالد الحسناوي، أما جائزة الجمهور فعادت إلى الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى وهو فيلم"سبتة ثقافات متعددة" لمخرجه إدريس الريفي التمسماني. وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الذي كان انطلق منذ الاربعاء الماضي، المخرج والمنتج السينمائي البرتغالي سيرجيو تريفو، وضمت في عضويتها المخرجة والمنتجة المصرية ماجدة فهيم وهبة رزق، والاعلامي الاسباني خوسي خورادو، ثم المنتجة والإعلامية المغربية أمينة الشفشاوني والمخرج والأكاديمي المغربي أحمد أعراب. وتكونت لجنة النقد من حسن وهبي، وعبد الكريم واكريم، وأمينة الصيباري، أما لجنة تحكيم مسابقة أفلام الهواة، التي شاركت فيها ستة أفلام، فضمت الكاتب والناقد السينمائي عزيز ثلاث، ونور الدين العلوي وعز الدين الوافي. حيث تبارت حول جائزتي(المجمع الشريف للفوسفاط، ومنحة التكوين والتي سيتكفل بها مركز الجزيرة للتدريب والتطوير. وعرف حفل الافتتاح تكريم الناقد والكاتب الدكتور سعيد يقطين، والإعلامي والصحفي خالد ادنون، فضلا عن الكاتب العام لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية الحسين اندوفي، والموثق السينمائي عبد الحق بوزيد، وتكريم مدنية طنجة، بعد تكريم كلا من الروائي عثمان اشقرا وجمعية تلاسمطان بالشاون، واسبانيا ضيف شرف الدورة. وكان من اقوى فقرات الدورة، تنظيم ندوة فكرية عن الفيلم الوثائقي والذاكرة التاريخية، والتي تميزت بمشاركة أكاديميين وسينمائيين ومهتمين من داخل المغرب، إضافة الى تنظيم فقرة "ماستر كلاس"، حول موضوع "صورة المغرب في السينما الوثائقية الإسبانية الاستعمارية"، وقدمها الباحث المتخصص في التاريخ والتراث القديم محمد القاضي. كما شهدت الدورة ضمن الفقرات الموازية توقيع كتب وإصدارات جديدة، وتنظيم أمسية شعرية وزجلية، ترنم فيها الجمهور على إيقاع آلة الهجهوج، مسافرين مع المبدعين منهم الشاعر محمد بلقاس، والزجال محمد ظريف، ورشيدة بوزفور، ومحمد مومار، وغيرهم. وشارك في هذه الدورة، التي احتضنها رسميا المجمع الشريف للفوسفاط، بدعم من المركز السينمائي المغربي، وقناة الجزيرة الوثائقية، ومركز تفسير للدراسات القرآنية بالمملكة العربية السعودية، ومركز الجزيرة للتدريب والتطوير، وبتعاون مع عمالة إقليمخريبكة، والجماعة الحضرية 16 فيلما ضمن المسابقة الرسمية، من 13 دولة عربية وأجنبية.