أعرف جيدا يا نهر (لوكوس ) .. أن حروفي القليلة لا تكفي في الوطن أيادي تقتل الوطن وأنا أقسمت أو أوقف السلالة أخاف أن أخلف عيون أطفال يسكنها الغبار لا يا من علمني لغة الفأس وأخجل كلما دنوت من زمن اللامعنى هناك في الدفاتر القديمة عشاق يحملون حزن الأمكنة المظلمة ماذا لو احترقت قريتي على مذبح الكلام وبدأت الهجرة الكبرى وكفر اليمام بالصيف يومئذ تصيح المآذن إلي َّ بخواتم الشهداء رأيت وجهي يغرق في الصفحات العتيقة يبحث عن نافذة مجهولة كي لا تبكي قبائل المدن أبدا كنت صبية لما تحسست الصدَفة في نهدك الأيسر لم يعد يشغلني غير الحكايا التي يغتالها الليل ولا يهمني طرز الاستعارة حتى أستحم في عطر مزارعات جبال الريف أيها القادم من غياهب النتيجة تمهل قليلا في شحذ القدر الموت لغة لا روح فيها لكن هؤلاء السواعد الصاخبة علمتني شنق لوعة أمراء الحرب هيا نخرج على من أطفأ الشمس ونولع عقول الفقراء ونوجه سكك محارثنا وأنت يا من زرعت في دمي وردة في العين شعب يحترف الرثاء وأنا اخترت الرحيل إلى النار واللقاء في غابة الجسد كل شيء مشر َّع لوجوه تعبر الجسر إلا الباب الصغير المغلق أسفل هرم النفي أحيانا أترك الحب والمكتبة الفقيرة وآخر خطاطة وأهرب بالهمسة السرية إلى واجهة ليس فيها ضجيج الحقد المباح بل نزوة مهترئة تقتل النهار بعيدا قلت أفترش الحصى وأغامر في صحراء الكلام الآن أعد ُّ قاربي سأحمل معي عشق زغاريد الصيف والنكسة الكبرى وأنكفئ زاهدا حتى أشهد زهرة القلب