اختتمت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة أول دورة لتأهيل مدربي المسرح المدرسي، لفائدة المسرح المدرسي في دول مجلس التعاون، بمشاركة ثلاثة وأربعين متدربا من السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. الورشة التي تمت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة وبمشاركة فاعلة من وزارات التربية في الدول المذكورة آنفا، تعتبر الخطوة العملية الأولى في مشروع تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، هذا المشروع الذي أطلقته الهيئة استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في لقائه بالمشاركين في مهرجان المسرح العربي الذي عقد في العاشر من يناير 2014 في الشارقة، كما يأتي المشروع انسجاما مع ما تضمنته استراتيجية تنمية المسرح العربي التي أفردت مساحة رئيسية لمشاريع المسرح المدرسي ومسارح الطفل والناشئة. انطلق العمل على اعداد مشروع تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي في فبراير الماضي بوضع خطة عمل تم بدأها في مارس بملتقى ضم مسؤولي المسرح المدرسي في 16 وزارة تعليم عربية، تم خلاله تشخيص الحال ووضع خلاصات بالمعوقات واسباب الإخفاق وممكنات التطور، جاءت بعد ذلك خطوة أخرى من العمل العلمي بعقد ملتقى لخبراء المسرح المدرسي العرب، بمشاركة ثلاثين خبيراً قاموا بدراسة الخلاصات ووضع الخطوط الرئيسية التي تفضي لوضع البرامج العاجلة والاستراتيجية من أجل الوصول إلى تنمية متوازنة تلعب دورا ً في التنمية الوطنية، كما أنجز الخبراء تعريفا ً محددا ً للمسرح المدرسي يجري تعميمه واعتماده في المؤسسات التربوية والتعليمية والأكاديميات الفنية. الأمين العام اسماعيل عبد الله قال: شكلت الهيئة العربية للمسرح من بين الخبراء لجنة متابعة بدأت بوضع البرامج العملية وكان أولها عقد دورات تأهيل لمدربي المسرح المدرسي تشمل كل الدول العربية، وجاءت هذه الورشة لاختبار النموذج وتعميمه فيما بعد. وأضاف عبد الله : لم تكن هذه الخطوات بعيدة عن الرعاية المباشرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي حضر إلى موقع اجتماع الملتقى الأول وتحدث إلى المجتمعين موجها ً، كما استقبل في دارة الدكتور سلطان القاسمي مشاركي الملتقى الثاني، كما زار المتدربين في هذه الدورة بموقع انعقاد الورشة وتحدث للجميع مؤكدا اهتمامه بهذا المشروع وانجازه. وأشاد اسماعيل عبد الله بتعاون إدارة مراكز الناشئة في الشارقة التي تربطها بالهيئة اتفاقية تعاون، لتوفيرها مركز ناشئة واسط بكافة مرافقه لإقامة الدورة. ويجدر الإشارة إلى أن الخبيرين العربيين (فائق حميصي من لبنان) و(سالم اكويندي من المغرب) قاما بالتدريب الذي شمل مفاهيم وطرق اللعب والتمثيل في مراحل ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية. كما تم تطبيق عملي في روضة الدراري ومدرسة الرماقية النموذجية بنين حلقة 1. وتسعى الهيئة العربية للمسرح إلى توسع منهجي في خدمة هذا المشروع برفده بكل الفنون والعلوم المسرحية التي تساعد على توطينه في البيئة الطلابية، إذ خصصت الهيئة الملتقى العربي لفنون الدمى والذي يعقد دورته الثانية في تونس من 20 إلى 25 أكتوبر تحت عنوان (تفعيل الدمى في الفضاءات التربوية) حيث سيشارك خمسون مهتماً بتقديم الأبحاث والورش في هذا الملتقى المرتقب.