لم يمر اختيار فيلم القمر الأحمر لمخرجه حسن بنجلون ليمثل المغرب في إقصائيات الأوسكار لسنة 2015 / فئة أحسن فيلم أجنبي دون ردود فعل متباينة لهذا الاختيار الذي جاء عقب اجتماع لجنة الانتقاء يوم الأربعاء 17 شتنبر 2014 بمقر المركز السينمائي المغربي بالرباط. بلاغ للمركز السينمائي المغربي أوضح أن اختيار القمر الأحمر لحسن بنجلون جاء طبقا للمعايير التي وضعتها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصورة المتحركة ، في حين يرى المنتقدون لهذا الاختيار أن هناك خرقا للمعايير التي حددتها الجهة المنظمة للمسابقة والتي تشترط 2014 كسنة لإنتاج الافلام المشاركة ، في حين أن فيلم )القمر الأحمر( شارك في المهرجان الوطني للسينما 2013 ، وأنتج قبل هذا التاريخ 2012 !!! الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم سكرتير تحرير مجلة طنجة الادبية في تصريح خاص أكد أن ترشيح فيلم "القمر الأحمر" للأوسكار، اختيار مجانب للصواب على طول الخط باعتبار هذا العمل السينمائي رديء ولايستحق هذا الترشيح، وسيسيء للسينما المغربية بمشاركته في هذه الإقصائيات، بالإضافة لكونه ليس من إنتاج السنة المنصرمة كما هو من المفروض أن يكون الترشيح لهذه التظاهرة بل من إنتاج سنة 2012 ،مع العلم أن هناك أفلاما مغربية من إنتاج سنة 2013 تستحق أن تكون ممثلة للمغرب وتحفظ ماء الوجه حتى وأنها لن تصل حتما للائحة النهائية...كفيلمي "هم الكلاب" لهشام العسري ، الذي كان من بين الأفلام المتنافسة على هذا الترشيح، و "وداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي. ويضيف الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم أن فيلم "القمر الأحمر" يعاني من مشكل تعاني منه بعض الأفلام المغربية التي تتناول تيمات تاريخية، أصبح متجاوزا في السينماءات العالمية حتى تلك التي ندعي أننا قد تجاوزناها فنيا وتقنيا، الأمر الذي يفضح القصور الكبير الذي يبين عنه المخرجون المغاربة الذين يتصدون لهذا الجانب.. إذ هناك به أخطاء تقنية تتعلق بالجمع والتسلسل والتتابع بين اللقطات (الراكور) ، بحيث تجد الشخصية وقد مر عليها دهر من الزمن ولم تظهر عليها علامات التقدم في السن ، أومازالت ترتدي نفس اللباس ومازال شعرها مقصوصا ومصففا كما كان عليه منذ عشرين سنة ، ناهيك عن ظهور لأعمدة الكهرباء ولوحات إشهارية حديثة في عمق وخلفية المشاهد واللقطات، وتواجد إكسيسوارات وديكورات حديثة لم تكن حتما متواجدة في الفترة التاريخية التي يتناولها الفيلم. كل هذه الأمور جعلت "القمر الأحمر" لحسن بنجلون يفقد الكثير من مصداقيته، هذا قبل الحديث عن أمور فنية أخرى تتعلق بالسرد الفيلمي والرؤية الإخراجية... لكل هذا أكد الأستاذ عبد الكريم واكريم في تصريحه الخاص لنا أن اختيار فيلم "القمر الأحمر" ليمثل المغرب في الإقصائيات الأولية لجائزة أفضل فيلم أجنبي، اختيار مجانب للصواب على طول الخط. من جانبه صرح الناقد السينمائي المغربي سليمان الحقيوي صاحب مؤلف سحر الصورة السينمائية ( خبايا صناعة الصورة ) أن الجدل الذي يصاحب ترشيح فيلم القمر الأحمر لمخرجه حسن بنجلون لتمثيل المغرب عن جائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجني، ليس جديدا لأن الأمر متجدد في كل سنة، إذ يصعب أن يتوافق الكل على فيلم بعينه،وهذا الأمر يفتح جدلا آخر يخص معايير انتقاء الفيلم الذي يمثل المغرب، فترشيح فيلم في مناسبة سينمائية كهذه يجب أن يتوافق حوله السينمائيون المغاربة : ممثلين، مخرجين، نقادا...، وليس مؤسسة تابعة للدولة، مهما كانت صلتها بالسينما. وأضاف الناقد السينمائي سليمان الحقيوي أن الفيلم موضع النقاش من الناحية الفنية لايمكن القول أنه جيد، فالجانب القوي فيه هو قصته التي تستند إلى قامة موسيقية كبيرة، أما عمل المخرج فيه، فهو لم يرق إلى مستوى بعض أفلامه السابقة، لكنه يبقى عملا فيه متعة واشتغال وعناية بشخصية لطالما ظلت مهمشة، ولربما هذه هي ميزة هذا العمل..... الصحفي المغربي محمد أحمد عدة لم يستطع إخفاء إحباطه من هذا الترشيح حيث قال : إحباط كبير هذا الذي داهمني اليوم عندما علمت بأن لجنة مشكلة من كتاب ونقاد اختارت فيلم "القمر الأحمر" للتباري في مسابقة الافلام الأجنبية بالأوسكار. وذهب المبدع والصحفي محمد أحمد عدة بعيدا حين صرح بأن المخرج حسن بنجلون بعد الجريمة التي ارتكبها فنيا وتاريخيا في حق سيرة الملحن عبد السلام عامر ومدينته القصر الكبير، أمامه اليوم فرصة للتكفير عما اقترفه وذلك برفضه للترشيح وتصالحه مع نفسه والجمهور ليقول : "ليس ما قدمته سينما ، وأرفض هذا الترشيح.." على الأقل سنفهم أنه فعلا مخرج سينمائي يحترم أخطاءه... لا لترشيح القمر الأحمر الفيلم الذي يظهر فيه التيليبوتيك بعلامة اتصالات المغرب، خلف عامر والحياني في مدينة البيضاء سنة 1969... !!! وقد كشف الأستاذ محمد أحمد عدة عن اتصال حسن بنجلون به في أول زيارة للقصر الكبير، كما أرسل له توفيق بنجلون نسخة أولية من السيناريو حيث قام بإرسال إيمايل به الكثير من الملاحظات خصوصا على المستوى الثقافي الاجتماعي لمدينة القصر الكبير ، لكن بنجلون لم يأخذها بعين الاعتبار ،،،وعندما تم استدعاء الصحفي عدة الى العرض ما قبل الأول فوجئ بشريط به كل شيء إلا السينما.. ومعلوم أن اللجنة التي أشرفت على اختيار فيلم القمر الأحمرلتمثيل المغرب في مسابقات الأوسكار 2015 ترأسها حسن بلقاضي (مستغل قاعات سينما)،وضمت في عضويتها كل من :سناء عكرود (ممثلة ومخرجة)، وسلمى بركاش (مخرجة)، ومحمد بلفقيه (ناقد سينمائي) ويوسف فاضل (منتج ومخرج) وعبد الكريم الدرقاوي (منتج ومخرج) ونجيب بنكيران (موزع) وحسن نرايس (ناقد سينمائي),