المرأة الجنية التي أهدت إلى ذاك الفتى دملجاً من الذهب، ناصحة إياه أن يكتم سرها، ولم يفعل.. لست أدري ماذا وقع له بعد ذلك بالضبط. الكل يقول بأنه يعاني. تلك المرأة الجنية قابلتها الليلة في زيارة فضولية.. زرت عين المكان.. (سيدي المخفي) و بينما أوزع نظراتي في كل الإتجاهات بحثاً عن مبنى الوالي إذ بي أرمق عن بعد عشرين متراً و تقريباً إمرأةً منشغلة بأمر ما قبالة شجرة رمان.. بادرت بتحيتها والسؤال عن مكان مبنى الوالي: - Salam, mani yedja wemrabed n sidi rmexfi? نظرت بابتسامة جميلة و أشارت بإحدى يديها مجيبة من هنا، من هذه الناحية على ضفة الوادي. - Ssa, swadday, x tama n yeghzar. واصلت المسير من الناحية بضع خطوات ليس أكثر و يتبين لي المبنى. دخلت لتفقد المكان وجدت بعض أيادي الشمع، أشعلت نصف شمعة و مكثت مدة سيجارة. في طريق عودتي لم أرى المرأة الجنية و كأنها إختفت! حاولت البحث عنها دون جدوى ثم عدت أدراجي متسائلاً أين إختفت يا ترى؟ جالست مقهى حديثة البناء قرب ثانوية حديثة البناء أحتسي قهوتي مع أحد الأصدقاء، خائضين في موضوع الغيبيات وسيدي المخفي و ما يخفي.. تبادلنا أطراف الحديث لساعتين ويزيد، وفي لحظة تذكرت بأنه يجب أن أتصل بأحدهم، فضممت يدي إلى جيبي متفقداً هاتفي الخلوي والمفاجأة أني لم أجده فتذكرت بأني و بينما كنت أدخن سيجارتي بسيدي المخفي إتصل أحدهم أجبته و فور إنتهاء المكالمة وضعت الهاتف أرضاً و غادرت ناسياً إياه. إذاً يجب أن أعود؟! فتبادر إلى ذهني بأن الفتى الذي يعاني بسبب بوحه عن سر المرأة الجنية لأصدقائه كان قد عاد إلى ذات المكان ناسياً مذياعاً أو شيئاً من هذا القبيل..؟ وهذا يعني بأن نسياني لهاتفي في نفس المكان دليل على أن هذه المرأة الجنية تريد مقابلتي من جديد.. ففكرت في أن ألبي رغبتها و أزورها و أعيد هاتفي، وأطمع في أشياء أخرى.. قال صديقي في المقهى: أنصحك أن تعود أدراجك، وإذهب صباحاً أضمن لك أن لن يأخذه أحد فالكل يتوجس خيفة من المكان. انتظرت لساعة أستمع لنصائح صديقي لكني لم آخذ بها. غادرت المقهى متجها لسيدي المخفي عله لديه لي ما يخفي..؟ مع كامل صراحتي و دون أن أخفي عليكم بعضاً من خوفي.. المكان مظلم و فوضوي و غامض بالليل.. تشجعت و قبل أن أخطو استقبلتني المرأة الجنية بابتسامة أجمل من ذي قبل.. حييتها و لم أُعرها اهتمامي مررت بجنبها بضع خطوات وانتشلت هاتفي ثم استدرت راجعاً فاستدارت مقابلة لوجهي مبتسمة لي ظللت أنظر إليها جامداً جمود الطامع في هدية منها دون أن أطلبها .. ظلت كذلك واقفة دون أن تتحرك أو أن تهمس بشيء فقلت مودعاً إياها أعانك الله سيدتي.. - Acem iaawen arebbi a ralla. فقالت بصوت تشوبه السخرية يبدوا أنك تنتظر مني شيئاً ما يا ولدي ؟! أجبتها مندهشاً أجل نعم إن كان لديك شيء ما لي؟ قالت: خذ هذا البيت الشعري قالته بالريفية.. و أردفت إياك أن ترويه لأي كان. .Aghac awlidi ijen n yezri, maca gharek a ttinid i hed..!!