إنّ هذا العنوان خادع لمن يقرأه، فليس الحديث عن رواية عربيّة متميزة، إنما عن أمر آخر هو غاية في الأهميّة، فالتّميز تختلف ذائقته وقواعده، من شخص لآخر، ومن منهج لغيره، ولنبدأ الحديث بسؤال: هل يدرك القراء حجم العناء الذّي يبذله الرّوائي حتّى ينتج رواية واحدة، إنّه يصهر نفسه كالشّمع حتّى يشرق النّهار، وكالشّمس حتّى تغرب، فكيف إذا كانت روايته متميزة نالت على الأعجاب؟، ألا يستحق الرّوائي المجتهد أن يقدر ويثمن؟!، قبل فترة أعجبني أحد الرّوائيين المتميزين وهو الرّوائي المصري «أحمد خالد توفيق»، أخذتُ ابتلع رواياته وأحدث عنه الأصدقاء، وللأسف قال لي أحدهم: إنه رحل عن الحياة، ظننته ما زال بيننا، لكنّ الموت خطفه فذرفت عليه الحزن والألم، ومن جمر اللّظى تساءلتُ: لماذا لا يعرف المتميز إلا بعد رحيله؟ ّ، تبسمت وقلتُ: أليس هناك أحياء بيننا ولم نسمع بذكراهم حتّى هذه اللّحظة؟، لماذا ننتظر الموت ليعرف بهم؟ كثير من القراء يبحثون عن رواية عربيّة متميزة، يرغبون في قراءتها واقتنائها، خاصّة إذا حلّوا ضيوفًا على مكتبة أو معرض، أو طلبوا رواية من متجر وسواه، هنا سنتحدث عن جملة من الرّوايات العربيّة المتميزة، وهذا الاستعراض لون من ألوان الاحتفاء والتّعريف بأصحابها، حتّى لا يعرفنا بهم الموت، لا قدر الله، أفلا يستحق المتميز منا التّقدير والإنصاف؟، لن نستطيع التّحدث عن كلّ الرّوايات المتميزات، لذا سنقتصر على بعضها ممن حصدت جوائز أدبيّة مرموقة، وسندرجها وفق التّالي: – 1/ روايات جائزة البوكر العربيّة: هي جائزة عالميّة في الأدب العربيّ انطلقت في 2007 في أبو ظبي، من أبرز الرّوايات التّي فازت بها: رواية الدّيوان الإسبرطي – للجزائري عبدالوهاب عيساوي، ورواية بريد اللّيل للرّوائيّة اللّبنانيّة هدى بركات، ورواية حرب الكلب الثّانية للرّوائي الأردنيّ إبراهيم نصر الله، ورواية موت صغير للرّوائي السّعوديّ محمد حسن علون، ورواية ساق البامبو للرّوائي الكويتيّ سعود السّنعوسي، ورواية طوق الحمام للرّوائيّة السّعوديّة رجاء عالم، ورواية ترمي بشرر للرّوائي السّعوديّ عبده خال، ورواية عزازيل للرّوائي المصري يوسف زيدان، ورواية واحة الغروب للرّوائي المصري بهاء طاهر، وغيرها. بودنا التّوسع، إلا أننا نريد الاقتضاب، والإشادة بها وبأصحابها وهو أقل القليل. 2/روايات جائزة كتارا للرّواية العربيّة: وهي جائزة سنوية دشنتها المؤسّسة العامة للحي الثّقافيّ «كتارا» منذ عام 2014، وتستقبل في التّرشيح فئة الرّوايات المنشورة وغير المنشورة، وهذه بعض الرّوايات المتميزات في الفئتين: فئة الرّوايات المنشورة: برزت جملة من الرّوايات ومنها: رواية جنّة لم تسقط تفاحتها للرّوائيّة ثورة حوامده، ورواية أنفاسُ صُلَيْحة للرّوائي عمر فضل الله، ورواية باري أنشودة سودان للرّوائي إبراهيم أحمد، ورواية لا ماء يرويها للرّوائيّة نجاة حسين عبد الصّمد، ورواية نزف الطّائر الصّغير للرّوائي قاسم محمد توفيق، ورواية مملكة الفراشة للرّوائي واسيني الأعرج، وغيرها. فئة الرّوايات غير المنشورة: وهي فرصة ذهبيّة لمن لم يطبع روايته بعد، وسنورد بعض المتميزات فيها، منها: رواية لون آخر للغروب للرّوائيّة هيا صالح، ورواية صهيل تائه للرّوائي زكريا إبراهيم، ورواية اللّحية الأمريكيّة – معزوفة سقوط بغداد للرّوائي عبدالكريم شنان العبيدي، ورواية وجوه مؤقتة للرّوائي حسن محمد بعيتي، ورواية هاجر فلسطين، الكويت، وبعد للرّوائيّة ثائرة غازي، ورواية امرأة في الظّل للرّوائي عبدالجليل الوراني التّهامي. وغيرها. 3/ روايات جائزة الطّيب صالح العالميّة: وهي جائزة أدبية أطلقتها الشّركة السّودانيّة للهاتف السّيار «زين» في فبراير 2010م، متزامنة مع الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل الأديب الكبير الطّيب صالح، ونذكر بعض الرّوايات التّي فازت بهذه الجائزة، منها: رواية أول النّهار للرّوائي المصري سعد القرش، ورواية ذاكرة شريرة للرّوائي منصور الصّويم، ورواية كي لا يستقيظ النّمل للرّوائي علي أحمد الرّفاعي، ورواية ثرثرة الصّمت للرّوائي يحيى الفاضل أبوعرف، ورواية قنقليز للرّوائي هشام آدم، ورواية الغابة السّرية للرّوائيّة ليلى صلاح، ورواية دائرة الأبالسة للرّوائي محمد الخيري حامد. وسواها. 4/ روايات جائزة نجيب محفوظ للأدب: وهي جائزة أدبية أطلقها قسم النّشر بالجامعة الأمريكيّة بالقاهرة عام 1996م، تقوم الجائزة بحفل التّتويج في 11 ديسمبر الموافق لميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ. قيمة هذه الجائزة ألف دولار مع ترجمة الرّواية الفائزة إلى الإنجليزيّة ونشرها، هناك العديد من الرّوايات المتميزة توّجتها هذه الجائزة نذكر منها: رواية مسرى الغرانيق في مدن العقيق للرّوائيّة السّعوديّة أميمة الخميس، ورواية مخمل للرّوائيّة الفلسطينية حزامة حبايب، ورواية حكايات يوسف تادرس للرّوائي عادل عصمت، ورواية لا طريق إلى الجنّة للرّوائي حسن داوود، ورواية شوق الدّرويش للرّوائي حمور زيادة، ورواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة للرّوائي خالد خليفة، ورواية وراق الحُبّ للرّوائي خليل صويلح، ورواية ذاكرة الجسد للرّوائيّة أحلام مستغانمي، ورواية رأيت رام الله للرّوائي مريد البرغوثي. وغيرها. هل انتهت الرّوايات المتميزات؟، بالطبع لا، وهناك جوائز مرموقة أخرى، لا نستطيع التّحدث عنها في هذه العجالة، والفكرة، هي أننا نحتاج أن نسلط الضّوء على الرّواية العربيّة المتميزة، نأمل أن يشبع هذا الموضوع من قبل المهتمين، فبحق تستحق المتميزة الاحتفاء، ويستحق صاحبها التّقدير.