اختتمت يوم السبت 1 مارس فعاليات الملتقى الأول للسينما والتشكيل، الذي اختار في هذا العام الإحتفاء بالمرأة المغربية المبدعة في كافة المجالات. وانطلقت الدورة يوم الجمعة 28 فبراير بمعارض لوحات تشكيلية بفضاءات ثلاثة، الأول بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بحي الرياض بالرباط ، ثم معرض ثان بمقر الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، ثم معرض أخير بفضاء الإستقبال بسينما الفن السابع. وبالمناسبة لوحظ تفاعل كبير من الزوار مع الإبداعات المعروضة، على مستوى طرق اهتمام التشكيلين المغاربة بالمرأة.. كما توزعت لوحات المشاركين بين أساليب وتيارات سواء منها التعبيري أو السريالي أو الفطري أو التجريدي. وفي افتتاح معرض اللوحات التشكيلية بمقر الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، تحدث ممثل هذه الأخيرة السيد محمد إكزارن عن أهمية المنتوجات المقدمة وعن ضروروة متابعة العمل المشترك، كما تحدث ممثل جمعية "حضور دائم" عبد الإلاه الساخي عن تميز الدورة بالمنتوجات المقدمة. بالموازاة، عرفت فقرة "خيمة الصورة الفوتوغرافية" باعتبارها احتفاء بنساء مغربيات متألقات، نجاحا متميزا، حيث تم عرض صور عدد من النساء المغربيات اللواتي نحتن صورتهن بإيجاب ضمن مسار من مسارات الإنتاج والإبداع مصحوبا باعتراف وطني ودولي، في هذا السياق، تم الإحتفاء بنماذج تعبر عن عمق هذا النجاح، مثل السيدة نجاة الكرعة – رياضية، السيدة ليلى – إعلامية، السيدة عائشة الشنة – ناشطة مدنية، السيدة زليخة أسبدون – صحفية، السيدة أمينة بوعياش – حقوقية، السيدة شريفة حيمري – تشكيلية وممثلة، الدكتورة منى خرماش، ناشطة مدنية، السيدة نبيلة منيب – ناشطة سياسية، السيدة نادية أبرام – إعلامية، المرأة القروية، السيدة سعاد صابر – ممثلة، السيدة وفاء حجي – ناشطة مدنية، السيدة زهور العلوي – حقوقية، وفي الختام تم الإحتفاء بالسيد سعيد السعدي لمجهوداته الكبيرة في تمكين النساء ورد الإعتبار لهن في مختلف المجالات. وبالمناسبة، أبدى المكرم تأثرا شديدا، حيث اعتبر في كلمة بالمناسبة لحظة الإحتفاء أنه مسرور بالإلتفاتة المعبرة، وذكر بأن نساء المغرب يستحقن أكثر من تقدير وأكثر من مجهود لإعادة الإعتبار لهن في زمن أصبح يبخس كثيرا حقوق المرأة المادية والرمزية.. وفي كلمة للشركاء في التظاهرة، خاصة جمعية "جسور" والتي تحدث رئيستها ليلى أميلي بتأثر شديد باللحظة، مذكرة بأن قضية المرأة بالمغرب هي قضية طويلة ومعقدة، ومستحضرة مجهودات المكرم وقيمته وكفاحه من أجل قضية المرأة المغربية، وعبرت أن سعيد لسعيدي محتاج لأكثر من تكريم، وأن المعارك التي فتحها لم يستطع أحد بعده الإقتراب منها، ونبهت إلى أن الطريق لكرامة المرأة لازال طويلا. بينما استمرت فقرات الملتقى في نفس اليوم مع عروض الأفلام السينمائية، حيث تابع الجمهور الكثيف بداية فيلما قصيرا للمخرج حسن الدحاني بعنوان "هي"، كما تابع الحضور أيضا فيلما روائيا طويلا للمخرج سعد الشرايبي بعنوان "نساء في المرايا". وفي كلمة بالمناسبة، عبر المخرج المغربي حسن الدحاني عن اعتزازه بالحضور والمساهمة في نجاح هذا الملتقى الذي اعتبره من التظاهرات النوعية القليلة المهتمة بعلاقة السينما بالتشكيل، خاصة وأن فيلمه يسلط الأضواء على هذه التيمة، عبر متابعة حياة فنان تشكيلي، أدى الدور باقتدار الفنان والتشكيلي المغربي التهامي الهاني.. بينما تحدث عن الفريق الفني والتقني لفيلم "نساء في المرايا" الفنان، الذي نجح في عدد من الأدوار السينمائية والتلفزية الأخيرة، الفنان سعيد باي، مشيرا إلى تميز التظاهرة وداعيا إلى مزيد من دعم السينما المغربية بكافة أجناسها. واختتمت فعاليات الملتقى الأول للسينما والتشكيل يوم السبت 1 مارس بندوة وطنية هامة، بمقر النقابة الوطنية للصحافة، في موضوع "صورة المرأة بين التشكيل والسينما"، شارك فيها كل من الصحفية فتيحة النوحو، والناشطة المدنية ليلى أميلي، والناقد السينمائي عمر إذثنين، والباحث وأستاذ الفلسفة محمد الشيكر.