أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) يوم السبت وفاة الفنان اللبناني مروان محفوظ في العاصمة السورية دمشق بعد إصابته بفيروس كورونا. وكان محفوظ الذي لقب بأنه (صاحب الحنجرة الذهبية) في زيارة الى دمشق حيث أحيا آخر حفلاته على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون. وقالت وزارة الثقافة السورية في بيان لها إن محفوظ أتى إلى سوريا بدعوة من وزارة الثقافة لإحياء حفل في دار الأسد للثقافة والفنون ضمن مهرجان (الثقافة تنتصر). أضافت الوزارة في بيانها انه "وقبل موعد الحفل بأيام معدودة تم إلغاء جميع الأنشطة الثقافية الجماهيرية كإجراء استباقي لمواجهة وباء كورونا ومع ذلك ظل مروان محفوظ في دمشق إلى أن عاودت وزارة الثقافة نشاطها فأحيا حفلته وتهيأ للعودة إلى لبنان ولكن المنية عاجلته قبل أن يستطيع ذلك حيث تمكن منه فيروس كورونا وغدر به رغم كل ما أحيط به من رعاية واهتمام". وتوجهت وزارة الثقافة السورية بخالص العزاء إلى ذوي وأصدقاء الكبير الراحل مروان محفوظ مؤكدة "أن رحيله المحزن كان ضربة موجعة للفن الحقيقي ستترك خلفها ثغرة لا تعوض وأن اسمه الكبير سيعيش إلى الأبد في ذاكرة ذواقة الغناء العربي الأصيل." وكان الفنان محفوظ (80 عاما) قد أدخل قبل أيام إلى مستشفى الأسد الجامعي في دمشق للعلاج من مضاعفات طارئة بعدما شعر بضيق مفاجىء في التنفس وبارتفاع في درجة الحرارة. واشتهر انطوان شعيا محفوظ باسمه الفني مروان محفوظ على مدى أكثر من ستين عاما قضى معظمها بين العائلة الرحبانية في لبنان. وقالت الوكالة إن محفوظ عرف بصاحب "الحنجرة الذهبية الدافئة واستطاع طوال عقود اصطحاب الجمهور إلى مزيج بين حيوية الغناء الجبلي ورصانة الطرب العربي الأصيل". وأضافت أن الفنان الراحل عاد منذ أيام إلى الجمهور السوري بأمسية غنائية بمشاركة أوركسترا الموسيقى الشرقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون. وفي آخر تصريحاته الصحفية قال مروان محفوظ لوكالة سانا إنه يحرص دوما على الغناء في قلب دمشق وعلى مسرح الأوبرا واعتبر أن سوريا هي بيته وأهلها أحبابه فهو لم يغب عنها طوال سنوات الحرب. وكانت تربطه علاقات وثيقة مع أصدقاء سوريين وخصوصا الملحن الراحل سهيل عرفة والد الفنانة أمل عرفة التي نعته على حسابها الخاص على فيسبوك وكتبت قائلة "كيف أرثيك! يا رفيق الدرب مع روحي (ابي)… اليوم كمل المشوار معه وسلم عليه. الفنان الكبير مروان محفوظ في ذمة الله". بدأ محفوظ مسيرته الفنية في برنامج للهواة قبل أن يلتقي بالأخوين رحباني ويتشارك معهما في أول عمل مسرحي في بعلبك (دواليب الهوا) عام 1965 من بطولة الفنانة اللبنانية الراحلة صباح والفنان الراحل نصري شمس الدين. وشارك محفوظ في مهرجانات بيت الدين والأرز لكن شهرته ذاعت بعد مسرحية (سهرية) مع الفنان اللبناني زياد الرحباني وكل من الفنانين جورجيت صايغ وجوزيف صقر. غنى محفوظ في (سهرية) أشهر أغنياته التي لحنها زياد الرحباني وبينها (يا سيف عالإعدا طايل) و (خايف كون عشقتك وحبيتك). وبعد هذه المسرحية أصبح مروان محفوظ اسما لامعا في عالم الفن اللبناني حيث لحن له كل من فيلمون وهبي والأخوين رحباني وزياد الرحباني ووديع الصافي وإلياس رحباني وغيرهم. اشترك محفوظ مع الأخوين رحباني في كل المسرحيات التي قدماها من بطولة فيروز منذ عام 1965 إلى عام 1973 وبينها (أيام فخر الدين) و(هالة والملك) و(الشخص) و(يعيش .. يعيش) و(صح النوم) و(ناس من ورق) و(المحطة). كما شارك في فيلم (سفر برلك) في عام 1967 من كتابة الأخوين رحباني وإخراج المصري هنري بركات وبطولة فيروز.