في أوج الحجر الصحي الذي تعرفه بلادنا والعالم أجمع، اختار شباب حي أولاد عزيز بقصبة بني عمار زرهون نواحي مدينة مكناس، إطلاق عملية صباغة واجهات المباني التاريخية والمنازل التي يعود معظمها إلى العصر المريني باللون الأزرق الأخاذ. العملية التي اختار من خلالها شباب الحي التعبير عن فخرهم وحبهم لقصبتهم العريقة وإرادتهم في مواجهة تداعيات كورونا بنوع من التحدي الأصيل، بدأت بصباغة واجهة “سيد العابد” مقر الزاوية الدرقاوية الذي يتوسط الحي وتشكل الساحة الصغيرة أمامه مكانا للتنسيق بينهم، لتستمر العملية وتتوسع شمالا في اتجاه الفرن البلدي ومسجد الحي ثم “الدويقة” وهي ممر مغطى قديم يتجه نحو “السويقة” مركز القصبة، وفي موقع “التوتة” تلتقي حركة الشباب بالجداريات التي تم رسمها في الدورة السابقة لمهرجان فيستي باز الصيف الماضي، وجنوبا في اتجاه موقع “سيدي لحسن” الأثري الذي عرف عملية تنظيف وتسييج في سابقة من نوعها، يعود فيها الفضل لعزيمة ووعي وحماس شباب الحي وأبنائه البررة. وقد تواصلت العملية في اتجاه باب السور الفوقية والمدرسة المركزية وموقف الطاكسيات، مما أعطى للجداريات المرسومة في الصيف الماضي من طرف فنانين مغاربة بهاء وجمالا إضافيا. العملية الشبابية الجديدة التي الح الكثير من الأطفال على المشاركة فيها، فجرت وكشفت العديد من الطاقات الإبداعية المحلية التي برعت في رسم جداريات فطرية جميلة تحتفي بالطبيعة وجمال البيئة الخضراء النظيفة. قبل أن تطال المبادرة كل الأزقة والساحات مثل شرارة تنتقل إلى الأحياء الأخرى: “السويقة”، “ارفافسة”، “الريف التحتي”، “الريف الفوقي”، و”لمغارة”، بعد احتضانها من طرف شباب تلك الأحياء الذي تجاوب مع الحركة التطوعية وانخرط فيها بكل تلقائية وعفوية وحب. مما أبرز الجمال الساحر والمتفرد لقصبة بني عمار زرهون بأزقتها ودروبها وأحيائها وبهاء سكانها الطيبين، مع العلم أن هذه الأوراش لا زالت مستمرة بنفس الحماس والعفوية التي انطلقت به حتى لحظة كتابة هذه السطور.