آه، لو كنت تمشي؛ كما تمشي الرمال في بحر وحشي. يزدان شوقي لهفة تطفو فوق ليل النخيل... يعلو صمتي... صراخا مؤجلا كل هذا الدهر. عبثا، يسخر الظل من رماده... المنطفئ خلف أشواك الشمس. تخسر الحرب... من إنتصاراتها في القتل. من يحمي الموت من طابور الرحيل؟. لا أحد يحمل قبره ضاحكا في مطر الدمع أيقنت فراستي... أن الماء،لا يغسل وجهه مرتين. هو؛ الماء في شكله حجة القادمين من سواد الشمس. آه، لو كنت تمشي كما تمشي الجبال في ركب حلمي لسٌخرت الريح كي تشعل مشكاة روحي أتلمس يقين الغياب في عينيك ولي بوح متمرد يتسلق نهار شرفتي وددت قمر الخديعة ليل غروب ظلي عن دفء لقاء بات أريق ضوئها يعكر صفو لغتي أراك تتقمصين دور عاهرة، فقدت مفاتينها في أول مشهد. تأتي محاسنك عارية من لفظها؛ ساعة نطق وخسارة معجم من قولها. هذا لسان تعددت ألحانه في الهوى ماذا تبقى منك يا امرأة أعرفها. يا قرين الحكاية والديار تحن إلى أهلها. ليل و نار، ومؤنس. وكلام تصدحت نجومه في حلكة الوغى. آه، لو كنت تمشي كما تمشي الظلال خلف نعشي لهديت سبل الرشاد في ترتيب صمتي أرتبه خيوط كلام مجروح على الشفاه، مرثية أغرتني بسيل دمع قرب ساحل الشفق؟. تحت ملح الماء، يغالط الموج سفنا أتعبها النواح، في إتساع الأشرعة. تتيه الزرقة في لج ماء شارد في الأفق. هل رأيت طائر النورس، يسرق قناديل ليل بئيس على ضوء منارة عاجزة عن فهم إشاراتها عند إختفاء رعشة الماء؟. آه، لو كنت تمشي كما يمشي الخيال في غيمة تبللت ألوانها عند رصيف البكر مشيت كل الطريق المؤدية إلى حيفا. أتعبني المسير، أراقب معابر التفتيش، وهي؛ تحمل وطنا على الرحيل. يافا، تنتظرني هناك على حافة الجمر. خطوت نحوها أسيرا، في تربة غريبة؛ عن وجوه حملت سلاحها، واختفت خلف هضاب الشمس. صامتون، كل هذا الصمت. نحرر عجزنا من مدار الخوف. نشرب رعبنا من سواقي الزيتون. نتطلع إلى القدس في لباس الحرب، أستشرف أمّ القرى، وهي؛ تمسح وجه السماء، عن خدي. آه، لو كنت تمشي كما تمشي الخيل في دمي رجفة واحدة، تكفي، لأن أكون إلى جانبك. وأخرى، تبعدني ؛ ما دام الشتاء لم يأت هذا العام. يعتليني سديم الفراغ. في زرقة تخاذلت شقوقها في سماء تمطر دمعها على أكف الظامئين. أيّ وحشة هاربة من كل هذا السكون المقيت. أسخر من غضبي وهو؛ يغلق باب صوتي من انفلاث خارج دائرة الضوء. آه، لو كنت تمشي كما تمشي القوافل في يدي مذ كان الوهم، رمادا تكحل به عيون العير؛ طرق الهجرة لا ترى ضياء القمر؛ إلا في حلكة الليل. يتلاشى الغبار في حلقة السهاد العالي. كنت طفلا، يسّرج الليل أجنحة الهرب. كنت شيخا... يعلوه الشيب وقارا. ما سئمت من عمري لحظة، تخاذل الشهم و الجبان. كنت، أنا الوحيد، أعزف للريح صرخة الغائبين. خطى نحبي. لم يكن شوقي موشوما بحرقة الرمل. هي؛ السماء تظلل وجهها بغيم ممطر سرعان ما تفتحت أزهار الأرض وأنا،بين رابيتين، يجري الماء تحتي. أسأل نفسي: هل كنت صالحا للبقاء بعد هذا التجلي.