التاريخ دائما ممتلئ بالأوبئة والأرض التي ضربت مصر والعالم، مثل الطواعين التي حصدت أرواح الكثير من البشر، ومع تفشى جائحة كورونا: كوفيد 19، في العالم أصبح الجميع يبحث في التاريخ عن الأوبئة التي عانى منها الإنسان على مدار تاريخه، وكيف عانت البلاد بعد تفشى العديد من الأمراض والأوبئة. وهناك العديد من الكتب والدراسات التي رصدت تاريخ مصر مع الأوبئة وتاريخ الأمراض في البلاد، وكيف واجهها المصريون، والظروف الاقتصادية حينها والتى كان لها الدور الأكبر في تفشي تلك الأوبئة، ومن هذه الكتب: “الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة والإمبريالية” كتاب للكاتب شالدون واتس، والصادر عن المركز القومي للترجمة من ترجمة احمد محمود عبد الجواد، ويضم نماذج الأمراض الوبائية وكيفية انتشارها. ويتعرض الكتاب لسبعة من الأمراض المعدية التي تحولت لأوبئة بين الشعوب الجديدة التي استعمرتها أوروبا في أفريقيا والأميركيتين، وكذلك الشعوب القديمة التي استعمرتها أوروبا مثل الهند والصين ومصر. ومن هذه الأوبئة الطاعون والجذام والكوليرا والزهري، وفيروسات الجدري والحمى الصفراء، وكذلك مرض الملاريا، ويعتبر الكتاب أن النشاط الاقتصادي للمؤسسات الاستعمارية العملاقة شكل فرصة سانحة لانتشار مسببات الأمراض وخلق بيئة وبائية ملائمة تحت شعار تنمية المجتمعات المحلية، بحسب مقدمة مترجم الكتاب أحمد عبد الجواد، أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة. الأوبئة والأمراض فى المجتمع المصرى كتاب للكاتبة نسمة سيف الإسلام سعد، والصادر عن الهيئة العامة للكتاب، يقول الكتاب فى مقدمته “تعد المشكلات الصحية بصفة عامة من أخطر المشاكل التي تواجه أي مجتمع من المجتمعات، نظرا لتأثيرها على كافة نواحي الحياة فيه والمجتمع المصري فى النصف الأول من القرن العشرين يعتبر أوضح نموذج على مدى تأثير مشكلة الأوبئة والأمراض على كافة نواحي الحياة فيه في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية الغالبية العظمى منه وانتشار الأمية، مما أدى إلى اكتمال ما عرف باسم “ثالوث الفقر والجهل والمرض”. تناولت فيه الباحثة العوامل التي أدت إلى اتساع انتشار الأوبئة والأمراض، وأثر البيئة المصرية فى توطن بعض الأمراض، والعوامل الاقتصادية ودورها فى ضعف أجور الطبقات الفقيرة من المصريين، الأمر الذى أدى إلى انتشار سوء التغذية وعدم قدرة المصريين على مقاومة الأوبئة عند حدوثها.
لأمراض والأوبئة وآثارها على المجتمع المصري 1798-1813م”\ للباحثة ليلى السيد عبدالعزيز، من سلسلة تاريخ المصريين التي تصدرعن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وتناول الكتاب 6 فصول بدأها من الأمراض والأوبئة في مصر قبل الحملة الفرنسية والأوضاع الصحية والأمراض المنتشرة في مصر أعوام 1798-1813م، فيما تناول الفصل الثالث الأوبئة المتفشية في مصر والوقاية وطرق العلاج للأمراض والأوبئة وأثر الأمراض على الحالة الاجتماعية والاقتصادية لمصر. استعرض الكتاب الكثير من قصص الأوبئة التي ضربت مصر في العصر العثماني ومعتقدات العثمانيين للقضاء على الطاعون ، مثلما حدث عام 1524م، حيث أمر العثمانيون بقتل الكلاب في القاهرة وتعليق جثثها أمام الحوانيت من أجل مخافة الطاعون ، ونظرًا لأن قتل الكلاب يعد فألا سيئًا عند المصريين لذا تدخلوا للحيلولة دون قتل الكلاب.
الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر عصر سلاطين المماليك كتاب للدكتور شلبي إبراهيم إبراهيم، والكتاب يتناول أهم الأزمات الاقتصادية التي منيت بها مصر في عصر المماليك الجراكسة، ويذكر أهم المجاعات، وأهم الأوبئة والطواعين التي حصدت أروحا الكثير من المصريين في ذلك العصر، وكيف كان كان موقف سلاطين المماليك. الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر الإسلامية للكاتب محمد بركات، ويذكر الأوبئة التي عانتها مصر في عصر الدولة الفاطمية، حيث يوضح أنه لم يمضِ على بدء دخول الفاطميين مصر إلا عام وبضعة أشهر، ففي المحرم من سنة 360ه اشتد الوباء والأمراض بالقاهرة،، وكأنه كان نذيرًا بما سجل بالعصر الفاطمي من أوبئة كثيرة، وجاء هذا الوباء في أعقاب الغلاء المضطرم، والذي امتد بين عصرين، فبدأ في أواخر العصر الإخشيدي، واستمر حتى مطلع العصر الفاطمي، وبلغ مد الوباء درجة كبيرة من العنف، فكثر الموت، حتى عجز الناسُ عن تكفين الأموات ودفنهم، فكانوا يطرحون موتاهم في النيل، ولا شك أن اقتراف الناس لتلك الخطيئة في حق موتاهم، كان يعود عليهم بمزيد من البلاء؛ فقد أدى ذلك – بطبيعة الحال – إلى انتقال العدوى، وتفشِّي الوباء.