بعد توقف دام عشر سنوات ، تعود الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري في نسخة خامسة ، من 4 الى 7 شتنبر 2013 بالمحمدية والدارالبيضاء ، لتستأنف دورها في تأطير شباب وأطر الأندية السينمائية ثقافيا وفنيا وجمعويا من خلال مجموعة من الورشات التكوينية في كتابة السيناريو والتصوير والمونطاج والتدبير الجمعوي والتنشيط الفيلمي ، بالاضافة الى ندوتين الأولى حول موضوع " الصحراء في السينما المغربية " والثانية حول موضوع " النقد السينمائي المغربي " ، وعروض سينمائية مغربية ودولية ومعارض للكتب السينمائية وآليات التصوير السينمائي والفوتوغرافي وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى . ومعلوم أن هذه الجامعة الصيفية هي تظاهرة سينمائية وثقافية من تنظيم الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب بشراكة مع وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والرياضة ومجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى ومجلسي الجماعتين الحضريتين للدار البيضاء والمحمدية . وتتميز دورة 2013 بالدرس السينمائي ، الذي سيفتتح به المبدع يوسف فاضل أشغال هذه الدورة الجديدة يوم الأربعاء رابع شتنبر 2013 ابتداء من التاسعة ليلا بالمركب الثقافي سيدي بليوط . وفيما يلي ورقة تعرف بالوجه السينمائي لهذا الكاتب البيضاوي المشاغب : الوجه السينمائي للمبدع يوسف فاضل يوسف فاضل (64 سنة) فنان وكاتب عصامي متعدد الاهتمامات ، عشق القراءة والكتابة مبكرا و مارس المسرح تشخيصا واخراجا وتأليفا منذ لحظة الهواية في مطلع السبعينات من القرن الماضي مع الرائد محمد التسولى ، مرورا بتأسيس فرقة " الباسم " ، وانتهاء بفرقة "مسرح الشمس " التي أسسها رفقة المبدعين محمد خويي ومحمد بسطاوي وبنعيسى الجيراري . له العديد من النصوص المسرحية المنشورة وغير المنشورة التي شاهدها عشاق المسرح على الركح داخل الوطن وخارجه (حلاق درب الفقراء – صعود وانهيار مراكش – جرب حظك مع سمك القرش - سفر السي محمد – أيام العز – خبز وحجر – ياك غير أنا – الباب مسدود ... ) ، كما له تسع روايات منشورة (الخنازير – أغمات – سليسينا – ملك اليهود – حشيش – ميترو محال – قصة حديقة الحيوان – قط أبيض جميل يسير معي – طائر أزرق نادر يحلق معي ) . يركز في أعماله المسرحية والروائية على عوالم المهمشين ولغاتهم العارية والجريئة ، كما يعكس من خلالها همومه الذاتية وهموم المجتمع المغربي وشرائحه الشعبية ، وبالخصوص الأجواء المشحونة لسنوات الرصاص في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي التي تأثر بها واكتوى بنيرانها شأنه في ذلك شأن المثقفين اليساريين آنذاك . لم يقتصر هذا المبدع البيضاوي ، الصامت لسانا والمشاغب ابداعا ، على الكتابتين المسرحية والروائية فحسب بل مارس كتابة القصة القصيرة والمقالة الصحافية الثقافية وحوارات الأفلام وسيناريوهاتها . أول قصة قصيرة نشرها سنة 1969 بجريدة " العلم " وبعد ذلك توالت كتاباته بأكبر الجرائد والمجلات المغربية حيث انضم الى فريق تحرير مجلة " الثقافة الجديدة " وأصدر مجلة ثقافية وفنية تحت عنوان " نجمة " ... ، كما انفتح على السينما مبكرا عندما طلب منه صديقه المخرج الراحل محمد الركاب تحويل النص المسرحي " حلاق درب الفقراء " الى فيلم روائي طويل بنفس العنوان ، رأى النور سنة 1982 ، وكانت هذه أول خطوة ليوسف فاضل على درب كتابة حوارات وسيناريوهات الأفلام السينمائية والتلفزيونية . بعد هذه التجربة الناجحة التي أثمرت فيلما يعتبر حاليا من كلاسيكيات السينما المغربية وروائعها الخالدة ، بدأ الطلب على خدمات كاتب الحوارات والسيناريوهات يوسف فاضل يتكاثر خصوصا بعد الانتعاشة الكمية التي شهدها انتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية ببلادنا انطلاقا من عقد التسعينات من القرن الماضي بفضل سياسة الدعم العمومي للأعمال الدرامية السمعية البصرية . وهكذا ساهم يوسف فاضل في كتابة حوارات أوسيناريوهات الأفلام السينمائية التالية : " الواد " لداوود أولاد السيد سنة 1995 و " مكتوب " لنبيل عيوش سنة 1997 و " باي باي السويرتي " لداوود أولاد السيد سنة 1998 و" علي زاوا " لنبيل عيوش سنة 2000 و" جوهرة بنت الحبس " لسعد الشرايبي سنة 2003 و " طرفاية " أو " باب لبحر " لداوود أولاد السيد سنة 2004 و " طريق العيالات " لفريدة بورقية سنة 2005 و " في انتظار بازوليني " لداوود أولاد السيد سنة 2007 . كما ساهم كسيناريست في الأفلام التلفزيونية التالية : " نهاية أسبوع في العرائش " سنة 2002 و" طريق مراكش " سنة 2004 لداوود أولاد السيد و " طلب عمل " لسعد الشرايبي سنة 2005 و " موسم الحصاد " لرضوان القاسمي سنة 2006 و " الكبش " سنة 2007 و " المفتش معقول " سنة 2008 لنوفل براوي و " النوارس " لطارق بنبراهيم سنة 2009 .وبما أن ممارسة الكتابتين المسرحية والروائية وحدهما لا توفران لممتهنهما عيشا كريما ، في مجتمع لا يقرأ جل أفراده وليس من عاداتهم الذهاب الى المسارح ، قرر يوسف فاضل ان يخوض بنفسه تجربة الاخراج للسينما والتلفزيون الى جانب كتاباته السيناريستية وأفرزت تجربته على هذا المستوى فيلما سينمائيا قصيرا بعنوان " المنتحر " وثلاثة أفلام تلفزيونية لفائدة قناة دوزيم (القناة الثانية المغربية ) هي على التوالي : " اللجنة " و " طعم الصداقة " و " حب وخيل وأشياء أخرى " . حظيت أعمال يوسف فاضل باهتمام النقاد والمثقفين وحصل بعضها على جوائز نذكر منها على سبيل المثال : جائزة أفضل سيناريو عن فيلم " باي باي السويرتي " من اخراج أولاد السيد ، بالمهرجان الوطني للفيلم سنة 1998 بالدارالبيضاء ، وجائزة أفضل حوار عن فيلم " علي زاوا " لنبيل عيوش ، بنفس المهرجان سنة 2001 ، وجائزة أحسن سيناريو عن فيلم " في انتظار بازوليني " لداوود أولاد السيد بمهرجان السينما الافريقية بخريبكة سنة 2008 ... ان جانبا من هذه التجربة الابداعية الطويلة والعريضة على مستويات الكتابة والاخراج للسينما والتلفزيون وغيرهما سيتقاسمه مبدعنا يوسف فاضل مع شباب الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري في دورتها الخامسة عبر تأطيره للماستر كلاس المبرمج ، فشكرا له وتحية لكل المشاركين والمنظمين .