تم أمس الثلاثاء، تقديم وتوقيع الكتاب الجديد"فيزياء السينما"قراءات في المنجز السينمائي لداوود اولاد السيد"، وذلك بمناسبة فعاليات الدورة الاولى من ملتقى طانطان الوطني للشباب السينمائي، التي انطلقت الاثنين وحتى الجمعة المقبلة، تحت شعار" السينما بالصحراء..من أجل نشر وترسيخ الثقافة السينمائية بالأقاليم الجنوبية". وقدم الكتاب في اللقاء، الذي اقيم بالمقهى الادبي ماجوريل، الناقد محمد اشويكة، الذي اعتبر اولاد السيد واحدا من السينمائيين المغاربة والعرب والافارقة اللامعة، والذي يمتاز ببصمة فنية وابداعية تميزه عن باقي المخرجين الاخرين. واكد اشويكة بالمناسبة التي تابعها جمهور غفير على ارتكاز المخرج على عدد من المقومات السينمائية التي تميزه، من حيث اهتمامه بقضايا المجتمع، وبالصورة وتيمة المقدس، والرؤيا السينمائية، فضلا عن تعدد الامكنة مما جعل تجربته السينمائية تحقق ذلك الانتشار والاهتمام من قبل النقاد والدارسين وعموم الجمهور. وقال اولاد السيد في كلمة بالمناسبة، انا لست سينمائيا كبيرا، مذكرا بحفل الافتتاح الذي وصفه ب"الجميل"، ومؤكدا ان هذا الكتاب هو ثمرة مجهود كبير من عدد من النقاد والمهتمين بتجربته، والذي صدر في وقت قياسي لم يتجاوز اسبوعين. من جهته ثمن الناقد حسني مبارك، بالمناسبة تجربة اولاد السيد، واعتبرها تجربة سينمائية، تستحق اكثر من وقفة لما من قيمة ابداعية وفنية على مستويات فرجوية سينمائية عدة، وهو ما يجعل افلامه الكثيرة، تلقى اقبالا مهما واستحسانا من قبل الجمهور والنقاد والمتتبعين. اما الناقد احمد سيجلماسي فقد اشار بالمناسبة الى عدد من خصوصيات تجربة اولاد السيد، ومنها خصوصية الكتابة السينمائية الخصبة، فضلا عن ان هذا الاصدار يصدر في وقت سريع، ويوزع في حفل الافتتاح، وهو مؤشر ايجابي على اهتمام ملتقى طانطان بتجربة اولاد السيد، الذي احتفى بالجنوب في العديد من افلامه، وبخاصة"الجامع" وطرفاية باب البحر". ودعا سيجلماسي بالمناسبة، التي تم فيها قراءة الفاتحة ترحما على روح والد الدكتور حبيب الناصري رئيس المهرجان الدوليللفيلم الوثائقي بخريبكة، الى ضرورة توثيق التجارب التي يتم تكريمها في عدد من المهرجانات، وذلك من اجل اغناء الخزانة السينمائية، ومجال البحث الجامعي والاكاديمي، وتمكين الطلبة من مراجع كافية في بحوثهم الجامعية. اما الناقد يوسف ايت هو، الذي اشار الى كونية تجربة اولاد السيد السينمائية، وتعدد رؤاه الفنية، فقد اكد في مداخلته ، خلال هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية رابط الاخوة للتنمية بطانطان، على ان كل الفنون كلها اخوة، والسينما هي اخت المسرح والموسيقى، وغيرها، وتلتحم مع كافة الاشكال الابداعية الجميلة، موضحا ان السينما ظهرت في الجنوب الفرنسي، ثم تطورت في الجنوب الهندي والصيني، ودعا بالمناسبة الى دعم هذا المتلقى حتى يكون الجنوب مهد السينما المغربية بامتياز. يذكر ان هذا الكتاب، الذي صدر ضمن منشورات ملتقى طانطان الوطني للشباب السينمائي، اعده وقدمه محمد اشويكة، ويضم بابين بالفرنسية والعربية، حيث شارك في هذا الاخير، كل من عبد اللطيف البازي، وعزيز الوافي وفؤاد زويريق، وسعيد شملال، ومحمد زراول، وحسني مبارك. وتوج اليوم الثاني للملتقى بعد تقديم وتوقيع الكتاب، بعرض فيلم"احلاهما مر" للمخرجة الزهرة خيالي، واقامة سهرة فنية وموسيقية صحراوية بالخيمة السينمائية للمتلقى، اقيمت بساحة بئر تنزران، والتي شهدت تقديم لوحات فنية من التراث الشعبي الصحراوي الاصيل، فنون وابداعات راقية تجاوب معها الجمهور بشكل كبير.