وجوه يتزاحمون في الإتجاهين معا ؛ قطار الأنفاق لاتفوته سرعته ؛ غجريات تبدين ببتوسل عظيم لقطعة نقد معدنية ؛ إفريقي بلون رماد يحكي بلسان أمه لا أحد يفهمه ؛ وشاعر فنزويلي ينشد أغنية جدّه توارثوا بها فقرهم ؛ قطار النفق يجري وعن موعدي وصلت متأخرا جدا وببالي أرسم كل صباح عدة صور عصيان قرٌ هاته السنة لم يُشهد له متيل طوال الألف سنة الأخيرة ؛ والنار ثحت الإبريق ترفض الإشتغال ؛ يكاد يختنق بغيمة الدخان ؛ يفتح شقا يطل على على شاهد رأسه يتنفس من الإختناق . جيرانه في الجحيم يتبادلون كؤوس شاي معثق ؛ عنه يضكحون يأبون معه المقايضة : هم لا يأكلون الثفاح ميت كانت الغرفة باردة جدا وكان الزوار بكترتهم يصيبونه بلفح حار وتعطل دفانوا القبيلة ؛ ترجل هو على عجل يحفر قبره وبيده منشفة بها يداوي قبل الدفن العرق أمية لم يكن إبني ذو العشرة خريف ذكيا كما يلزمه سنه ؛ سألني وهو يتهجى أحرف قراءته الأعجمية فأجبته بأني أمي . طوى كتابه تأكد يقينا أني أمه ؛ تاه بالمدينة يبحث عن أبيه الحقيقي قارئة فنجان كثرت الفناجين المقلوبة وقلّت قارئاتها ؛ ردّت عليه واحدة كانت تحفض حتى الأكفاف وربط الأكفان : ماعاد بالمدينة أمل يثير القلق ! زيارة ظروف أقوى منه ؛ كانت قد منعته من معاودة زيارته للحارة ؛ من زمن طويل . كان كل شيء قد تغير تماما . كم تبدو رائقة أزقة ذكرياته بمومساتها ؛ وقد هجرها فقهاؤها المفسدون موضى و عرض بالقاعة الطويلة ؛ خلفها عشاق كتيرون لِما تجِدُّ بهن موضاهُنّ باللباس كانت أولاهنّ عارية ؛ عجِبت لأعين عدساتهم تَتَسمّر على كعبِها العالي