نظم ماستر الكتابة النسائية في المغرب وفرقة البحث في الإبداع النسائي صباح يوم الأربعاء 13 نونبر 2019م بقاعة الدكتوراه عبد الله المرابط الترغي، ندوة علمية في موضوع “كتابة المرأة والوسائط التكنولوجية”. وذلك بمشاركة الدكاترة: سعاد الناصر (مسيرة اللقاء).أسماء الريسوني ( فرقة البحث في الإبداع النسائي). الدكتورة فاطمة كدو والدكتور عبد المجيب رحمون والدكتور أحمد نظيف. وقد حضر اللقاء مجموعة من الأساتذة والباحثين والطلبة المهتمين بمجال الكتابة النسائية ( سلك الماستر ) إلى جانب طلبة الدكتوراه والإجازة الأساسية الذين حجوا إلى قاعة الراحل الدكتور عبد الله الترغي لمتابعة أشغال هذا اللقاء العلمي الناجح الذي يعكس حرص ماستر الكتابة النسائية والفرقة على مواكبة كل الأسئلة الحقيقية التي تطرحها المرحلة وكذا شواغل التلقي، في ظل الانتشار الواسع للتقنيات والوسائط التكنولوحية وما رافق ذلك من تحولات ثقافية واجتماعية وهو ما يتطلب معه تضافر الجهود من قبل الباحثين والمهتمين بالأدب وما هو رقمي لرصد نوع جديد بات يعرف في الأوساط النقدية بالأدب الرقمي بدل الأدب الورقي. وحسب الدكتورة أسماء الريسوني فإن اختيار ماستر الكتابة النسائية لمحور هذه الندوة ي المعنون ب “كتابة المرأة والوسائط التكنولوجية”، يأتي في سياق مواكبته لهذه التحولات التي امتدت إلى الأدب بكل أنواعه من شعر وقصة ورواية ومسرح وغيرها من الأنواع الأخرى التي باتت المرأة تخوض فيها بنجاح، وهذه المواكبة تروم الوقوف عند هذا الأدب الرقمي ( كتابة المرأة ) كما يطرح نفسه رقميا من خلال آلياته وميكانيزمات عمله. وهو ما كشفت عنه الدكتورة سعاد الناصر التي أدارت الجلسة باقتدار كبير. كما أبدت الدكتورة سعاد عن الغاية من هذا اللقاء العلمي الرصين، وهي غايات بيداغوجية وأدبية تروم تعميق النقاش حول مفهوم الأدب الرقمي، في ظل الاختلاف على مستوى المقاربة والتعريف،وكذا الكشف عن البعد الجمالي والمعرفي للكتابة الرقمية النسائية، إلى جانب الوقوف عند الإمكانات التي يوفرها هذا النوع من الأدب. وبالانتقال إلى ورقة الدكتورة الباحثة فقد ركزت حديثها على الأدب الرقمي النسائي إذ استعانت ببعض القرائن السردية النسائية لكاتبات مغربيات، نذكر منهن على سبيل الذكر لا الحصر القاصة المغربية فاطمة بوزيان، إذ كشفت الدكتورة عن هذه الآليات والوسائط كما تحضر في النصوص مبرزة كيفية اشتغالها والغايات من حضورها وظيفيا وبارغماتيا. والحق فإن ورقة كدو قد قربت الحضور من هذا الإشكال العلمي الذي بات يشغل الكثير من الباحثين بمختلف أنواعهم. إن الورقة العلمية الرصينة التي قدمتها الدكتورة كدو المعنونة ب” الكتابة النسائية ومستويات الوعي بالوسائط التكنولوجية”،إنما تعكس أفق مشروعها العلمي الذي يزاوج من حيث المبدأ بين الكتابة النسائية وهي التي أصدرت كتاب” الخطاب النسائي ولغة الاختلاف ، وبين الأدب الرقمي وما ينطوي عليه من ثقافة موازية وهي الثقافة التي تعتبرها الدكتورة كدو نقلة نوعية مهمة في عالم المعرفة، وتجديد لآليات البحث وأدواته. وبالانتقال إلى مداخلة الددكتورعبد المجيب رحمون المعنونة ب” المرأة والوسائط التكنولوجية، الهوية والاختلاف”، فقد لامست مسألة الوسائط وما تطرحه من حضور في مجالات الكتابة وتثيره من إشكالات معرفية وعلمية في زمن رقمنة كل ما هو وسيط ومادي وتحويله إلى افتراضي.لم يفوت الباحث الفرصة للبحث والحفر في هذه الأنواع والأدوات ، مبرزا كيفية تأثير هذه الوسائط في الأدب بشكل عام بما في ذلك الأدب النسائي. ورقة الباحث أخمد نضيف تناولن تحديدا اشتغال الفضاء، من القصيدة الورقية إلى القصيدة الرقمية، وهو بالمناسبة عنوان ورقة المداخلة التي كشف من خلال عن فضاء جديد أصبح يخض القصيدة الشعرية، الفضاء الافتراضي الغير المادي، وقد استعان الباحث بالحاسوب والداتاشو للكشف عن هذا الفضاء الجديد، كما رصد الشكل الافتراض الجديد لكاليغرافية القصيدة التي أصبحت تكتب بطريقة افتراضية بعيدة عن الطريقة المعهودة ورقيا. وعلى فورقة الدكتور نضيف التطبيقية قدقربت الحضور من المعالم الجديدة للإبداع الشعري وما أصبح يتميز به من سمات افتراضية تثير الكثير من الأسئلة لدي متلقي هذه النوع الأدبي الجديد. وعند انتهاء الجلسة، فتح باب النقاش أمام الحضور، وقد أبان طلبة الماستر والدكتوراه من خلال مشاركاتهم ونوعية مداخلاتهم عن مدى إلمامهم بالموضوع وراهنيته، مثلما كشف عن مستواهم العلمي واستعدادهم للانخراط في كل الأوراش العلمية التي يقيمها الماستر والفرقة، وهي أوراش بحثية وعلمية تلقى استحسانا كبيرا من لدن الطلبة والحضور بكل أنواعه. هنيئا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بهذا الإنجاز العلمي، وهنيئا لماستر الكتابة النسائية والفريق العلمي والتربوي العامل به، وهنيئا للفرقة والطلبة وعموم الباحثين.