تحت شعار: “التميز والإبداع المدرسي من أجل ترسيخ قيم المواطنة”، نظمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يوم السبت 27 يوليوز 2019 بمقر المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط الحفل الوطني للتميز والإبداع المدرسي، للاحتفاء بالتلميذات والتلاميذ المتميزين في الامتحانات الإشهادية والمجالات الفنية والثقافية والإبداعية والرياضة المدرسية، وكذا الفائزين في المباريات والمسابقات الوطنية، إضافة إلى تكريم الأطر الإدارية والتربوية المتوجة بجائزة الاستحقاق المهني. وبهذه المناسبة، ألقى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، كلمة قال فيها إن هذا الحفل هو اعتراف بالتميز وفرصة لإعطاء الجودة في التعليم المكانة التي تستحقها، من خلال هذا الاعتراف المعنوي، معربا عن حرصه، بتنسيق مع القطاع المعني، على بث روح جديدة في النظام التعليمي، قوامها الجودة التي بواسطتها يمكن منافسة الأفكار والعقول والإبداع، في عالم اليوم. ثم دعا إلى التعبئة الوطنية حول منظومة التربية والتكوين، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية في هذا الاتجاه، حتى نرقى بتعليمنا ونبوئه المكانة التي يستحق، شاكرا مسؤولي وأطر الوزارة الذين استطاعوا تنزيل الإستراتيجية الوطنية للإصلاح 2015-2030 على شكل برامج عملية على أرض الواقع، ومبرزا أنه، في إطار هذا النفس الإصلاحي، تم، خلال السنتين الأخيرتين، إعطاء الانطلاقة لعدة برامج تهم تعميم التعليم الأولي ومدرس المستقبل، إضافة إلى تأهيل المؤسسات التعليمية، ومضيفا أن تنظيم هذا الحفل يندرج، ضمن عدد من البرامج والمبادرات التي تروم الرفع من مستوى تعليمنا ليكون في مستوى ما نصبوا إليه. وبدوره، تناول الكلمة سعيد أمزازي، الوزير الوصي على القطاع، مشيرا أن تنظيم هذا العرس التربوي الكبير يصادف تخليد الشعب المغربي للذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، مؤكدا أن الوزارة تولي أهمية خاصة لتشجيع التميز، استجابة لمقتضيات الرؤية الإستراتيجية للإصلاح ذات الصلة بحفز النبوغ والتفوق وتشجيع التميز الدراسي والتكويني، باعتبارهما إحدى آليات الارتقاء بمستويات التعلم والمردودية التربوية، والتوجيه نحو المبادرة والابتكار. وأضاف أن الوزارة جعلت من تعزيز مدرسة المواطنة شعارا لهذا الحفل، من منطلق أن التعليم والتثقيف والابتكار والتفوق وتكوين الذات، من أجل خدمة الوطن، هي قيم أصيلة من قيم المواطنة الصالحة، في مفهومها الشامل. كما جعلت من ترسيخ قيم المواطنة هدفا مركزيا من بين أهداف مختلف المهرجانات الوطنية للحياة المدرسية، التي تم تنظيمها، هذه السنة، والتي نحتفي بالفائزين في مسابقاتها، اليوم. وأشاد بالتلاميذ المتفوقين والأبطال المتألقين، معتبرا إياهم مفخرة المدرسة المغربية ونقطة لامعة من بين نقطها المضيئة، حيث قدموا برهانا قويا ودامغا على أنه يمكن تحقيق التفوق الدراسي ونيل أعلى المراتب، من خلال الاجتهاد في التحصيل والمثابرة على الدراسة والشغف بالقراءة، والاستثمار في تكوين الذات والاعتماد على النفس، والتحضير الجيد للامتحانات والمباريات والمسابقات، ومشيرا إلى كون المحتفى بهم يشكلون سفيرات وسفراء للتميز والتفوق، ومنبع تفاؤل بمستقبل أفضل للمدرسة المغربية. وأوضح أنه، بهذه المناسبة السعيدة، ينبغي أن نستحضر، بكل فخر واعتزاز، عرسا تربويا آخر، عشناه بداية هذا الأسبوع، يتمثل في تصويت مجلس النواب، بالأغلبية، على مشروع القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي تتم دراسته ومناقشته، حاليا، على مستوى مجلس المستشارين، والذي من شأن المصادقة النهائية عليه تمكين المنظومة من آلية تشريعية ملزمة، ستعطي نفسا جديدا وقويا لتفعيل الإصلاح العميق للمدرسة المغربية، مما سيساهم في إقلاعها الحقيقي، وتأهيل العرض التربوي وتطوير النموذج البيداغوجي، وحفز التميز والنبوغ وتوسيع نطاقهما، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل. وعرف هذا الحفل تنظيم فقرات موسيقية للفرقة الآلية “سولفا” من مركز التفتح الفني والأدبي بقلعة السراغنة، والفرقة الصوتية للثانوية الإعدادية فدوى طوقان بمراكش، وفرقة موسيقية من الرباط تعنى بتشجيع الموسيقى الكلاسيكية، إضافة إلى فرقة “للحضرة” مكونة من تلميذات وتلاميذ شفشاون. كما تم خلاله عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية المخلدة لأهم محطات التميز بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن، وتقديم فقرات تربوية وتحسيسية، بمختلف اللغات، من طرف التلاميذ المؤهلين في المهرجان الوطني لفن الخطابة، إضافة إلى توزيع جوائز وشواهد تقدير على مختلف المتوجين في هذا الحفل. حضر فعاليات هذا الحدث ثلة من أعضاء الحكومة ومسؤولون وأطر من الوزارة، وممثلون عن البعثات الدبلوماسية والشركاء والفرقاء الاجتماعيين ووسائل الإعلام، إضافة إلى العديد من التلميذات والتلاميذ وأمهاتهم وآبائهم، من مختلف ربوع الوطن.