يا صديقي لم هذا النحيب ؟ في وجه الصليب.... وهذا الجار بالجنب وهذا الأخ القريب ... ألا يستحق عطفا ، ومودة ، ومصافحة ، وعناق العائد الغريب .. يا صديقي الزرع ضاع . والسيل فاع . والعرض ماع . وجبن العسكر في القلاع . فتراجعوا إلى البقاع . فلم هذا النحيب ؟ في وجه الصليب ... ألا تفهم ؟ لماذا عند الغرب تذهب ؟ وشمسنا لم تعد تغرب ؟ ولحننا لم يعد يطرب .. ودمنا منذ عهد المسيح، لا يصلح أن يصلب .. وحده الموت فينا أصبح يسلب .. يا صديقي كن كما كنت من قبل للشر منوعا وللغرب دفوعا فلا تحسب بشرب النفط يصبح الوحش قنوعا ولا تحسب بعد ذهابه ، وأفوله ، وغيابه الدائم ، لا يستطيع رجوعا فغباء منك يا صديقي أن تظن بالسوء صنيعا فلم هذا النحيب ؟ في وجه الصليب وتعرف أن الموت قريب .. وأن الجميل أن تطلب الشقيق والحبيب .. فكفاك حقدا وابدأ من المنبع وادفع بالتي هي أحسن للجبن العربي ارفع لبيع الحريم والأطفال ، لصكوك الغفران امنع عل شمسنا الجامدة في منتصف السماء ، تنهض وتسطع ونفطنا الذي نموت به ، يعود إلينا ، فنبيد الشبح والمدفع يا صديقي كم من الوقت يلزم ؟ لكي تعي وتفهم ... أن الماء من صمتنا ، ولحننا الماجن ، وغنائنا الطاعن ، من ريقنا الكلبي يسأم .. وأن الله في بيوتنا ، بارد لا يرحم .. شارد حلمنا خافت صوتنا عاجي فهمنا صنمي عقلنا لا يعلم .. فلم هذا النحيب ؟ في وجه الصليب .. سلام على رجال كانوا أكثر خضرة يا زمان . ساموا الروم الذل والهوان . والفرس داسوهم ، بحوافر الخيول ، أبرويز وأنو شروان. حاذر يا صديقي أن تتغابى أو تنحني أن تتعامى أو تعيد سيرة النعمان . فيرميك الوحش في وكر تقضم شفتيك الفئران . وتدوس الفيلة جسمك دون رحمة أو غفران . أو تقول شعر بن عدي أو النابغة فينفيك أخوك في صحراء الغربة والهوان . وحده العز العربي ينقذنا يا صديقي من التوسل والاستعطاف وتسول الحداثة المفبركة في مصانع الدجال ... حريتهم سينيما ... وحداثتهم سينيما... من واشنطن ، إلى مدريد ، إلى باريس ، إلى باليما.. من روما النفاق ، إلى موسكو البروليتاريا، إلى برلين النازية ، إلى تل أبيب ، إلى ليما ... وحده الموت فينا ، يعيد ما صنعناه قديما ... وحده الموت فينا ، يبعث من جديد عظيما ...!!