عن منشورات نقابة الأدباء والباحثين المغاربة صدر مؤخرا للكاتب المغربي، محمد أديب السلاوي، كتابا نقديا جديدا يحمل عنوان "التشكيل المغربي بصيغة المؤنث" ويتضمن اضافة إلى قراءات في المتن التشكيلي النسائي ببيوغرافيات تفصيلية لحوالي خمسين فنانة مغربية من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية. قدم هذا العمل، الباحث والأديب الدكتور عبد اللطيف ندير، مدير منشورات أمنية للإبداع والتواصل، بكلمة جاء فيها: من يقرأ هذا الكتاب يكتشف الجهد الكبير الذي بذله الناقد والباحث الفني محمد أديب السلاوي، خصوصاً في جمع المادة، وضبط الموضوع وتحليل المعطيات وتصنيفها حسب اعتبارات تقنية، وقد نهج في ذلك جل الإمكانيات المتاحة في التأليف من رصد وضبط وتحقيق وتأريخ وتحليل، وهي عملية شاقة ومضنية، ومجهود جبار وكبير لا يتحقق إنجازه إلا من خلال مجموعة بحث متخصصة أو بواسطة مؤسسة ثقافية وفنية قائمة الذات. إن هذا العمل الجبار يعتبر ذاكرة جماعية يؤرخ لأزمة المغرب الفني التشكييلي بصيغة المؤنث ليعطي لنون النسوة المغربية حقها في الوجود ويرد لها الاعتبار في ما أنجزته من تجارب متراكمة في الثقافة الصباغية. إننا لا نبالغ حين نقول إن هذا القاموس التشكيلي يعتبر أول دراسة فنية مرجعية تنبش في ذاكرة المغرب وتحتفي بتاريخية الفن التشكيلي النسائي عبر حقب ومراحل عرفت مخاضات لإثبات الذات، وبَصَمَتْ بعمق تجربتها بصيغة بصرية مغايرة، وبولادات فنية متعددة، بعضها استثنائي منفلت، وبعضها الآخر لم يراوح مكانه وبقي يستنسخ تجارب إنسانية من هنا وهناك. إن هذا الكتاب لم يقتصر على الحفر في الذاكرة الفنية المغربية النسائية فحسب، بل استطاع أن يزاوج بين جل الحساسيات التشكيلية قديمة وحديثة، أصيلة ومقلدة، محاكية ومنفلتة، ليتوقف كاتبه في النهاية على خصوصيات كل مبدعة تشكيلية مغربية، سواء من حيث عمقها الصباغي المشترك، أو من داخل تفريعات إبداعية جمالية هاربة.