هي محصلة الكيفية التي تتكامل بها مكونات السلوك الأخلاقي الخمس في شخصية الانسان ومظاهرها هي: 1-مقاومة اغراء الخطيئة 2- درجة الشعور بالذنب 3- الايثار 4- بعد النظر الأخلاقي 5- الاعتقاد الأخلاقي. ويعبر عن قوة هذه المظاهر او ضعفها ب ” الضمير” ومن المعروف أن الشخصية الأخلاق تتكون من تنشئة الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه ، وطريقة تربيته وتأثيره بمن حوله من الوالدين وأفراد المجتمع الذي يتصل به، والرفاق والمعلمين والمربين، بالاضافة الي الآثار البيئية والوراثيه وما تربي عليه ومثله الأعلي الذي يتطلع اليه دوما، وكل ذلك يؤثر في حياته وشخصيته وسلوكه الأخلاقي فينتج الشخصية الأخلاقية وهناك نماذج للشخصة الأخلاقية: – الشخصيات الأخلاقية التبعية أي الشخصيات التي تتبع سلوك الآخرين من الأنداد أو الأصدقاء أو المسئولين..الخ – الشخصيات الآخلاقية ” السلطوية” وهي الفئة التي تسلك سلوكا سلطويا من أجل تثبيت مكانته والمحافظة علي قوته، والشخص السلطوي تقليدي محافظ، وتفكير ثابت مغلق ويميل نحو الصرامة ، وسلوكه الشخصي ينبع من دوافع عدوانية مكبوتة. – الشخصية الأخلاقية ” التابعة” لأحكام الضمير فهي شخصية تستجيب للاحكام التي التي تضمرها في داخلها دون اهتمام بما يقوله الآخرون، وهذه الشخصية هي نتاج ظروف أحاطت بتنشئتها التي كانت من (الولدين أو للكبار) الذي غرسوا عنده ذلك. – الشخصية الأخلاقية المستقلة أو الشخصية الايثارية فهي الشخصية التي يختار صاحبها الأحكام الأخلاقية بنفسه ويهتدي بها في حياته ، وتعتبر هذه الشخصية الأخلاقية أنضج الشخصيات ، لأن النمو الطبيعي بتوجه لمثل هذا الاستقلال والأخلاق جزء من الدين،ولا وزن ولا قيمة للانسان بدون أخلاق يتحلى بها وقيم يتمسك بها فيصبح انسانا يقتدى به. ولقد أثنى الله عز وجل على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ( وأنك لعلى خلق عظيم ) ( القلم: 4 ) ولقد لخص رسالته عليه الصلاة والسلام فى قوله:( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) كما قال عليه الصلاة والسلام فى حديثه النبوى: ( أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا ) رواه الترمذى. والدين لا يقف عند حد الدعوة الى مكارم الأخلاق وتمجيدها بل انه هو الذى يرسى قواعدها، ويضبط مقاييسها الكلية. والأخلاق مرتبطة بجميع العلوم والمعارف.. اذا آمنا بذلك نجد أن كل معارفنا مرتبطة بالدين لأنها ممتزجة بالأخلاق. والسلوك الفاضل لا يأتى الا من خلق حميد، والخلق لا ينبع الا من الدين والايمان الذى يحقق للانسان ا لسعادة والحياة الأمنة المطمئنة. وأفضل شخصية أخلاقية نقتدي بها هي شخصية رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي حمل لواء الأخلاق وانفرد باتمام مكارم الأخلاق فهو الذي حمل رسالة بناء النفس من الداخل وتغيير ما تطبع به الانسان وما يتطلب ذلك من جهاد وصبر ايمانا وحبا لله. ونحن في أشد الحاجة في هذا الزمان الذي نفتقد فيه الي القيم الاخلاقية أن نعود لمنهج الرسول صلي الله عليه وسلم في بناء الشخصية المثالية التي تربي ولا تهدم وتتجاوز عن الاخطاء متحلية بالتسامح والصفح الجميل لبناء مجتمع قويم يبني صرحه علي القيم والمباديء العليا ممتزجة بالعلم النافع والعمل الصالح فيهبنا الله الحياة الآمنة المطمئنة.