أشرقت الشمس ذاك اليوم على الأديبة نجوى شريف، كادت روحها تنفصل عن جسدها، وهي تقرأ مقالة بالجريدة الصباحية، للكاتب والناقد أحمد جمال، شن فيها عليها حربا شعواء، كأنها ارتكبت خطيئة لا تغتفر، مردها الى الاختلاف الإديولوجي والسياسي الذي يكسو علاقتهما...أسقطت الجريدة من بين يديها..أطرقت، وهي تحاول ابتلاع ما قرأته بمرارة..وسيل من الحزن والأسى يتدفق داخل صدرها بلا مبالاة، دفنت أوجاعها بداخلها .. هبت واقفة..استطردت : "وخا السي احمد جمال الأيام بيننا " ... بعد أشهر قليلة.. عينت الأديبة نجوى شريف وزيرة للثقافة، ومقالة الكاتب والناقد أحمد جمال، لا تزال أسيرة لذاكرتها، تزيد جراحها أغوارا وتحطم كبرياءها... أول خطوة أقدمت عليها وهي وزيرة.. لملمة جراحها.. وترميم الجزء المنهار من قلعة كبريائها... أمرت بنقل الكاتب والناقد أحمد جمال، وهو موظف بوزارتها..اختارت له منفى قصيا...تفرغ فيه للكتابة.. أصبحت مقالاته تنشر على صفحات كبريات المجلات والجرائد..بينما الكاتبة نجوى شريف انتهت حقبة استوزارها وأصبحت مواطنة من درجة عادي جدا.